عون يدعو إلى التفاوض مع إسرائيل: «لا يمكن أن نبقى خارج مسار التسويات في المنطقة»

2025.10.14 - 05:04
Facebook Share
طباعة

في موقف وُصف بأنه الأجرأ منذ توليه الرئاسة، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى فتح باب التفاوض مع إسرائيل، مشيراً إلى أن لبنان لا يمكن أن يبقى «خارج مسار التسويات الإقليمية»، في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات سياسية ودبلوماسية تهدف إلى إنهاء الصراعات الممتدة منذ عقود.

وقال عون خلال لقاء مع مجموعة من الصحافيين الاقتصاديين في بيروت، إن «لبنان ليس في خطر»، لكنه شدد على أن «البلد لا يحتمل مزيداً من الحرب والدمار والقتل والتهجير». وأكد أن «المرحلة الراهنة تتطلب الانخراط في مسار تسوية الأزمات، لا مقاطعتها، لأن العزلة لم تعد خياراً قابلاً للاستمرار».

التفاوض... سابقة بحرية واحتمال بري

وأوضح الرئيس اللبناني أن الدولة اللبنانية سبق أن تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية وأممية لترسيم الحدود البحرية، في إشارة إلى الاتفاق الذي أُبرم عام 2022، والذي أتاح للبنان البدء باستثمار ثرواته الغازية في البحر المتوسط. وأضاف: «إذا كنا قد تفاوضنا لترسيم البحر، فما الذي يمنع أن يتكرر الأمر نفسه لحل المشكلات العالقة؟ الحرب لم تعد تجدي، وإسرائيل نفسها لجأت إلى التفاوض مع (حماس) بعد أن استنفدت خياراتها العسكرية».

وتابع عون قائلاً إن «الجو العام في المنطقة هو جو تسويات، ولا بد من أن نكون جزءاً منه»، لافتاً إلى أن شكل التفاوض ومضمونه «سيُحددان في حينه، وفق المصلحة الوطنية العليا».

رسالة إلى الداخل والخارج

تصريحات عون حملت دلالات متعددة، إذ فُهمت في بيروت على أنها رسالة مزدوجة: الأولى إلى القوى السياسية الداخلية التي ترفض أي تطبيع أو حوار مباشر مع إسرائيل، والثانية إلى المجتمع الدولي، ومفادها أن لبنان منفتح على مقاربات جديدة للأمن والاستقرار شرط أن تكون بضمانات واضحة تحفظ سيادته وحقوقه.

ويرى سياسيون أن كلام عون يأتي في سياق محاولة تحييد لبنان عن دوامة المواجهات الجارية على حدوده الجنوبية، في ظل تصاعد التوتر بين «حزب الله» وإسرائيل، وتزايد الدعوات الدولية لضبط النفس ومنع الانزلاق إلى حرب شاملة.

علاقات بيروت – دمشق: تنسيق لا تحالف

وفي ما يتعلق بالعلاقات مع سوريا، نفى الرئيس اللبناني وجود أي توترات أو تهديدات أمنية على الحدود، مؤكداً أن التقارير عن «حشود سورية» غير صحيحة. وأشار إلى أن اللقاءات التي جمعته بالرئيس السوري أحمد الشرع كانت «إيجابية وبنّاءة»، وجرى خلالها الاتفاق على تعزيز التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد وضبط الحدود. كما أوضح أن زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بيروت الأسبوع الماضي «أكدت مبادئ الاحترام المتبادل والتنسيق المستمر بين البلدين».

 

يأتي هذا الموقف في وقت يشهد فيه لبنان انسداداً سياسياً حاداً، مع استمرار الشغور في مناصب حيوية، وازدياد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية. كما يتزامن مع تحركات إقليمية مكثفة لإعادة ترتيب ملفات الصراع في الشرق الأوسط، من غزة إلى اليمن وسوريا ولبنان، ضمن ما يبدو أنه «صفقة تسويات كبرى» برعاية دولية.

ويرى محللون أن كلام عون قد يشكّل بداية تحوّل في الخطاب الرسمي اللبناني نحو نهج أكثر براغماتية، خصوصاً إذا نجح في إقناع القوى السياسية بأن خيار الحوار لا يعني التنازل، بل الحفاظ على المصالح اللبنانية في مرحلة إقليمية دقيقة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 5