أنقرة تمهّد لمرحلة جديدة في الشمال السوري: أردوغان يدعو "قسد" للاندماج تحت راية دمشق

2025.10.14 - 01:56
Facebook Share
طباعة

في موقف جديد يعكس تحولاً تدريجياً في الخطاب التركي تجاه الملف السوري، وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيراً مباشراً إلى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، داعياً إياها إلى الاندماج الكامل ضمن الجيش السوري، ومؤكداً دعم بلاده لوحدة سوريا بقيادة الرئيس أحمد الشرع.

وخلال لقائه بالصحافيين على متن الطائرة أثناء عودته من قمة شرم الشيخ، قال أردوغان إن "انخراط قسد في بنية الجيش السوري سيُسهم في تسريع مسار التنمية والاستقرار في البلاد"، مشدداً على أن بلاده "تحذر قوات سوريا الديمقراطية من سلوك الطرق الخاطئة، وتدعوها إلى دعم وحدة سوريا وتماسكها".

 

تنسيق تركي–سوري متقدم

وكشف الرئيس التركي عن أن اتصالات شاملة ومستمرة تُجرى بين أنقرة ودمشق "على كل المستويات"، مضيفاً: "نحن عازمون على تعزيز التنسيق والتعاون الوثيقين لصون مكاسب سوريا والمنطقة. لا مجال لترك الرئيس السوري أحمد الشرع ورفاقه وحدهم".

 

وتُعد هذه التصريحات الأوضح منذ إعلان البلدين عن إعادة التواصل الدبلوماسي قبل أشهر، في ظل ما تصفه أنقرة بـ"مرحلة تصفير الأزمات الإقليمية" وتبدّل أولويات الأمن القومي التركي، خصوصاً بعد انحسار نفوذ التنظيمات المسلحة في الشمال السوري.

 

اتفاق مارس.. وإحياء المفاوضات

يأتي هذا الموقف التركي في وقت تُستأنف فيه المفاوضات بين الحكومة السورية و"قسد" لمناقشة آليات دمج القوات الكردية ضمن الجيش الرسمي، استناداً إلى اتفاق العاشر من مارس الماضي الذي وقّعه الرئيس أحمد الشرع مع القائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي.

وينص الاتفاق على "دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال وشرق سوريا ضمن الدولة السورية"، مع ضمان الحقوق الدستورية للأكراد وعودة النازحين، إضافة إلى الالتزام بوحدة الأراضي السورية ومحاربة التنظيمات الإرهابية.

غير أن المفاوضات كانت قد تعثّرت خلال الأشهر الماضية بسبب خلافات حول طبيعة الاندماج؛ إذ تمسكت "الإدارة الذاتية" بخصوصية قواتها ضمن الجيش، بينما أصرت دمشق على مركزية القرار العسكري والسياسي.

 


تصريحات أردوغان الأخيرة تمثل خطوة إضافية نحو تسوية ثلاثية تجمع دمشق وأنقرة و"قسد"، في إطار مقاربة جديدة لتفكيك التوترات المزمنة شمال سوريا، خصوصاً بعد انهيار خطوط التماس القديمة بين الجيشين التركي والسوري.

في المقابل، تبدي "قسد" حذراً في التعامل مع الضغوط التركية، معتبرة أن أي اندماج لا بد أن يضمن حماية مكتسبات الأكراد خلال السنوات الماضية، ويمهّد لمشاركة فعلية في مستقبل سوريا السياسي.

 

وبينما تتواصل المشاورات خلف الأبواب المغلقة، تبقى رسالة أردوغان إلى "قسد" إشارة إلى أن مرحلة "الصدامات بالوكالة" توشك على الانتهاء، لصالح ترتيبات سياسية جديدة تُعاد فيها رسم خريطة النفوذ شمال سوريا 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 8