تقرير عبري: الأسباب الحقيقية وراء انسحاب نتنياهو من قمة شرم الشيخ؟
في تطور جديد يعكس تعقيدات المشهد السياسي في المنطقة، تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن المشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام، رغم تأكيدات سابقة بحضوره إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
القمة، التي شهدت توقيع وثيقة شاملة حول اتفاق غزة بمشاركة أكثر من 20 دولة، هدفت إلى ترسيخ وقف إطلاق النار وإطلاق مرحلة جديدة من إعادة الإعمار، إلا أن غياب نتنياهو طرح تساؤلات حول دوافع القرار وتوقيته.
مصادر إسرائيلية رجّحت أن القرار لم يرتبط بعذر “قرب العيد”، كما ورد في البيان الرسمي الصادر عن مكتبه، بل بأسباب سياسية داخلية وخارجية أكثر عمقاً، صحيفة يديعوت أحرونوت تحدثت عن خشية نتنياهو من إثارة غضب الحريديم، المكوّن الديني المحافظ في ائتلافه، الذين يرفضون القيام بأي نشاط رسمي خلال الأعياد، كما أشارت إلى أنه خشي أن يُحرج في القمة بسماع مواقف تتعلق بحل الدولتين أو باتهامات بارتكاب جرائم حرب في غزة، ملفات حساسة داخلياً بالنسبة له.
من جهة أخرى، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن حضور محمود عباس ورجب طيب أردوغان للقمة جعل الموقف أكثر تعقيداً بالنسبة لنتنياهو، إذ خشي ردود فعل سلبية إذا صافحهما علناً، في وقت يواجه ضغوطاً من قاعدته اليمينية التي ترفض أي مظهر من مظاهر التطبيع مع القيادة الفلسطينية أو تركيا.
كما أن التهديدات التي صدرت من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالانسحاب من القمة في حال مشاركة نتنياهو، وخطط أردوغان للانسحاب إذا حضر، زادت إحراج الموقف الإسرائيلي، خاصة أن ذلك كان سيحوّل حضوره إلى عامل توتير بدل أن يكون جزءاً من الحل الدبلوماسي.
النتيجة أن نتنياهو اختار الانسحاب بهدوء، متذرعاً بأسباب دينية، في خطوة تعكس مزيجاً من الحسابات السياسية الداخلية والخارجية، وتكشف هشاشة موقع إسرائيل في المشهد الإقليمي بعد الحرب على غزة.
