في خطوة رسمية تستهدف إبراز الدور الأمريكي في جهود السلام بالشرق الأوسط، قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إهداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلادة النيل، أرفع وسام رسمي في مصر.
يعقب ذلك التكريم على خلفية ما أسهم به ترامب في جهود نزع فتيل النزاعات ووقف الحرب في قطاع غزة، ليصبح بذلك خامس رئيس أمريكي يتسلم هذا الوسام في تاريخ العلاقات بين القاهرة وواشنطن.
رمزية القلادة ومواصفاتها:
قلادة النيل تُعتبر أعلى وسام في الدولة المصرية، ويقتصر منحها على رؤساء الدول وكبار الشخصيات الأجنبية التي تقدم إسهامات كبيرة للسلام أو الإنسانية، إلى جانب الشخصيات المصرية البارزة التي قدمت خدمات جليلة للوطن، تصنع القلادة من الذهب أو الفضة المذهبة، وتتكون من ثلاثة وحدات مربعة مزينة بالرموز الفرعونية، تتصل ببعضها بسلسلتين متوازيتين، تتوسط كل وحدة زهرة لوتس صغيرة. ترمز الوحدات إلى حماية البلاد، الرخاء والنعمة التي يجلبها النيل، والخير والدوام، بينما تمثل الحلية المركزية وحدة النيل بين الشمال والجنوب، مع رموز البردي واللوتس.
سجل الحاصلين على القلادة:
القلادة مُنحت لرؤساء وزعماء عالميين، مثل الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا، الملك سلمان بن عبد العزيز، الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، والزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، إضافة إلى عدد من الرؤساء الأمريكيين السابقين، بينهم ريغان وكارتر وفورد.
أما في الداخل المصري، فقد نالها قادة سياسيون مثل جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، بالإضافة إلى شخصيات بارزة في مجالات العلم والأدب، مثل نجيب محفوظ وأحمد زويل والسير مجدي يعقوب.
آلية المنح والإهداء:
حسب البروتوكول المصري، يُعتبر الرئيس المصري المخوّل الوحيد لمنح أو إهداء القلادة ويُطلق مصطلح "الإهداء" عند تقديم القلادة لشخصيات أجنبية تقديراً لإسهاماتها، بينما يُستخدم "المنح" للشخصيات المصرية. تُسلم القلادة رسمياً في مراسم يتولى فيها الرئيس وضعها حول عنق المكرّم، مع تسليم وثيقة رسمية تحتوي على توقيع الرئيس وصياغة الإهداء، لتصبح القلادة رمزاً للقيمة الرسمية والاعتراف بالدور الكبير الذي لعبه المكرّم على الساحة الدولية أو الوطنية.