خلفيات طلب مصر نشر قوات أمريكية في غزة
في خطوة غير مسبوقة على مستوى الوساطات الدولية حول قطاع غزة، أعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن رغبة بلاده في نشر قوات أمريكية في القطاع لدعم جهود تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أُعلن بعد سنوات من القتال والتوتر.
الوزير أوضح في تصريحات لوسائل الإعلام قبل انعقاد القمة الدولية في شرم الشيخ، أن وجود قوات أمريكية على الأرض سيكون ضروريًا للقيام بمهام التدريب والقيادة والسيطرة، مؤكدًا إمكانية نشرها داخل غزة.
هذه الإفادات تأتي بعد أسبوع من تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس الذي أعلن أن واشنطن لا تخطط لنشر قوات في إسرائيل أو غزة، ما يفتح تساؤلات حول شكل التدخل المتوقع من الجانب الأمريكي.
عبد العاطي أشار إلى أن حضور ترامب في القمة يمثل العامل الأساسي لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفًا الضامنين والوسطاء سيوقعون وثيقة رسمية تهدف إلى تثبيت الاتفاق وإنهاء الحرب، كما أعلن الوزير عن مؤتمر قادم في مصر لتمويل إعادة إعمار غزة، في إطار الجهود الإنسانية والاقتصادية التي تواكب التهدئة العسكرية.
الموقف المصري يوضح الاستراتيجية التي تتبعها القاهرة للسيطرة على مجريات الملف الفلسطيني-الإسرائيلي، عبر ضمان دور أمريكي على الأرض يكون قادرًا على تثبيت الهدنة، إلى جانب تأمين الدعم الدولي لإعادة الإعمار وتحسين الأوضاع الإنسانية، في وقت ما تزال المخاطر الأمنية والاقتصادية عالية بعد سنوات من النزاع في القطاع.
الخطوة المصرية تمثل محاولة لتفعيل دور الوساطة الدولية في غزة، مع خلق آليات متعددة للرقابة على تطبيق الاتفاق، وضمان التزام الأطراف بوقف النار، في ظل خلافات تاريخية مستمرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
