لماذا رفضت أنقرة وبغداد مشاركة نتنياهو في القمة؟

2025.10.13 - 04:31
Facebook Share
طباعة

كشفت مصادر إعلامية، بينها وكالة الأنباء العراقية ووكالة أنباء تركيا، أن العراق وتركيا هددتا بالانسحاب من قمة شرم الشيخ المخصصة لمناقشة الوضع في غزة في حال مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما يعكس حساسية الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية.

وفق وسائل إعلام عراقية، مصدر رفيع من الحكومة العراقية أكد أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أبلغ الجانب المصري والأميركي بأن العراق لن يحضر إذا شارك نتنياهو، مؤكّدًا الموقف العراقي حاسم ولا يقبل المساومة في هذا الملف.

كما أفادت وكالة أنباء تركيا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان مستعدًا لإلغاء مشاركته بالقمة بعد تأكيد مشاركة نتنياهو، حتى عدل الأخير عن الحضور، ما سمح لطائرة أردوغان بالعودة لمسارها الطبيعي نحو شرم الشيخ. وكانت الرئاسة المصرية قد أكدت أن نتنياهو لن يحضر القمة بسبب الأعياد الدينية، رغم دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب له، في محاولة لضمان حضور جميع الأطراف.

تعكس هذه التطورات عمق الانقسامات الدبلوماسية الإقليمية المرتبطة بالملف الفلسطيني، وتوضح أن القوى العربية، مثل العراق وتركيا، لن تسمح بتجاوز حساسيات شعوبها تجاه الاحتلال الإسرائيلي فالموقف العراقي يبين رفضًا قاطعًا لأي مشاركة إسرائيلية في اجتماعات تهدف إلى مناقشة قضية غزة، بينما يظهر موقف تركيا قدرة الدول الإقليمية على فرض شروطها على القمم الدولية، حتى في مواجهة ضغوط أميركية قوية.

وتعكس الأزمة أيضًا التحديات التي تواجه الوساطات الدولية، حيث تحاول الولايات المتحدة جمع الأطراف على طاولة واحدة لإقرار اتفاقيات سياسية وإنسانية، لكن المواقف العربية الثابتة فرضت واقعًا جديدًا على إدارة الأزمة.
ومن خلال هذا الرفض، يؤكد العراق وتركيا تمسكهما بحق الفلسطينيين في حماية مصالحهم وضمان عدم تجاوز حقوقهم ضمن أي ترتيبات دولية، ما يعكس قدرة العرب على تنسيق مواقفهم والتحرك جماعيًا لتحقيق تأثير سياسي حقيقي.

وفي هذا السياق، يبدو أن موقف نتنياهو المضطرب والاعتراضات العربية، بالإضافة إلى حساسية القضايا الإنسانية المتعلقة بقطاع غزة، يجعل أي محاولة للتغاضي عن الاعتبارات العربية أو فرض مشاركة إسرائيلية في مثل هذه القمم محفوفة بالفشل، القمة المرتقبة في شرم الشيخ تبقى اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأطراف العربية على صياغة سياسات واضحة تجاه إسرائيل، وضمان أن أي خطوات دولية تخدم مصالح الفلسطينيين لا تمر دون موافقة العرب. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5