في مشهد حمل دلالات سياسية عميقة، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، كلمة أمام الكنيست بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكد فيها التزامه بما وصفه بـ"السلام التاريخي" الذي تم التوصل إليه مع حركة حماس برعاية واشنطن، مشيداً بالرئيس الأميركي باعتباره "أعظم صديق عرفته إسرائيل في البيت الأبيض".
وقال نتنياهو في خطابه: "نحن ملتزمون بهذا السلام الذي تحقق بفضل قيادة الرئيس ترامب، الذي قدم لإسرائيل أكثر مما قدم أي رئيس أميركي سابق". وأضاف أن إسرائيل "حققت انتصارات مذهلة على حماس"، وأن الشعب الإسرائيلي "لا يريد شيئاً أكثر من السلام الدائم".
ووصف نتنياهو الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين إسرائيل وحماس بأنه نقطة تحول استراتيجية، مؤكداً انفتاح تل أبيب على إبرام "معاهدات سلام جديدة" مع دول عربية وإسلامية، قائلاً لترامب: "تحت قيادتك يمكننا بناء شرق أوسط جديد قائم على التعاون لا الصراع".
ترامب: الدول العربية والإسلامية شركاء في السلام
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الجلسة ذاتها إن الدول العربية والإسلامية أثبتت استعدادها لتكون شريكاً في تحقيق السلام، مشيراً إلى أن الاتفاق الأخير بين إسرائيل وحماس "ليس نهاية المطاف، بل بداية مسار جديد نحو الاستقرار في المنطقة".
وأضاف ترامب أن المرحلة الأولى من الخطة التي طرحتها واشنطن تهدف إلى "وقف الحرب، وإطلاق متبادل للأسرى، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة، ودخول فوري للمساعدات الإنسانية، ثم نزع سلاح حماس بشكل منظم وبضمانات دولية".
تطورات ميدانية موازية
بالتوازي مع خطاب الكنيست، أعلنت السلطات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، استلام جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء من قطاع غزة وعددهم 20 أسيراً، في حين يجري التنسيق لإعادة جثامين 28 آخرين ضمن بنود الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري.
ويأتي هذا التطور بعد مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل جرت في مدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة قطر وتركيا، وتحت إشراف مباشر من الإدارة الأميركية.
يُنظر إلى الخطاب المزدوج – من نتنياهو وترامب – باعتباره رسالة إلى الدول العربية بأن واشنطن تمسك بخيوط اللعبة السياسية والأمنية في المنطقة، فيما يحاول نتنياهو تعزيز صورته الداخلية بعد عامين من الحرب والانتقادات الواسعة داخل إسرائيل.