كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن كواليس دراماتيكية كادت أن تُفشل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن “تلاعب إسرائيل” في قوائم الأسرى المفرج عنهم كان سيقود إلى انهيار الاتفاق لولا التدخل الحاسم من القاهرة التي مارست ضغوطًا مكثفة لإنقاذ مسار التسوية.
وقالت الصحيفة إن مصر لعبت دور الوسيط المحوري الذي حال دون تفجّر الأزمة، بعدما تمسكت إسرائيل بإجراء تعديلات أحادية على قوائم الأسرى، ما أثار غضب المسؤولين المصريين واعتُبر محاولة لإفشال الاتفاق.
وأوضحت أن المفاوضات شهدت توترًا بالغًا صباح اليوم، قبل أن تُعلن الأطراف عن تسوية نهائية تضمنت إطلاق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد، وأكثر من 1700 أسير متهمين بالمشاركة في عمليات ضد إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023.
ورغم رفض تل أبيب الإفراج عن أسماء بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبد الله البرغوثي، فقد تم تمرير الصفقة بجهود مصرية–قطرية–تركية مدعومة من واشنطن، في خطوة وصفتها الصحيفة بأنها “الأكثر حساسية منذ انتهاء الحرب”.
وفي السياق ذاته، نقلت معاريف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتوجّه مباشرة بعد خطابه أمام الكنيست إلى شرم الشيخ للمشاركة في “قمة السلام الدولية حول غزة” إلى جانب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مشيرة إلى أن المؤتمر يمثل “التحرك السياسي الأهم منذ انتهاء القتال”.
القمة، التي تُعقد بعد ظهر اليوم في مدينة السلام، تهدف إلى وضع أسس تسوية سياسية جديدة لقطاع غزة والمنطقة بأسرها، وسط حضور دولي رفيع المستوى، واحتفاء أمريكي–مصري بما يوصف بأنه “فجر شرق أوسطي جديد”.
وأكدت الصحيفة أن القاهرة تسعى، عبر هذا الدور، إلى تثبيت موقعها كضامن أساسي لاستقرار القطاع، وكشريك رئيسي في هندسة المرحلة السياسية المقبلة. كما نقلت أن السيسي استغل الزخم الدولي لتجديد موقف مصر من قضية سد النهضة، محذرًا من أي خطوات أحادية تمس أمن مصر المائي، ومشدّدًا على أن استقرار المنطقة لا يتحقق إلا عبر احترام القوانين الدولية والتعاون الإقليمي.
بهذا، تتحول قمة شرم الشيخ إلى أكثر من احتفالية سياسية، إذ تبدو بمثابة تتويج للدبلوماسية المصرية التي نجحت في نزع فتيل أزمة الأسرى، وإعادة إطلاق قطار التسوية من البوابة المصرية مجددًا.