حماس تُسلّم آخر أوراقها وإسرائيل تفتح السجون.. من انتصر في معادلة التبادل؟

2025.10.13 - 12:33
Facebook Share
طباعة

في تحول يُعدّ الأبرز منذ اندلاع الحرب في غزة قبل عامين، سلّمت حركة "حماس" جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء البالغ عددهم 20 شخصاً، إلى الصليب الأحمر الدولي، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة، وأشرف عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصياً.

وقالت القناة الإسرائيلية "12" إن "لا مزيد من الرهائن الأحياء بيد حماس"، مؤكدةً أن عملية التسليم جرت في مناطق خان يونس وجنوب القطاع بإشراف مباشر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وبحسب بيان حماس، فإن الإفراج عن الرهائن جاء تنفيذاً لخطة ترامب للسلام، مشددة على ضرورة إلزام إسرائيل ببنود الاتفاق، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين المدرجين في الصفقة، ووقف أي عمليات عسكرية داخل القطاع.

 

انطلقت أولى مراحل العملية صباح الاثنين، حين تسلّم الصليب الأحمر سبعة رهائن إسرائيليين أحياء نُقلوا عبر معبر نتساريم إلى داخل إسرائيل، قبل أن يُستكمل تسليم الدفعة الثانية وعددها 13 رهينة في خان يونس.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الرهائن الذين أفرجت عنهم حماس "بصحة جيدة"، وأنهم نُقلوا إلى قاعدة ريعيم لإجراء فحوص طبية وتحقق أمني قبل نقلهم إلى المستشفيات.

في المقابل، بدأت إسرائيل تنفيذ الجزء المقابل من الاتفاق، إذ أُفرج عن 1966 معتقلاً فلسطينياً من سجونها، بينهم 250 أسيراً محكوماً بالمؤبد و1716 معتقلاً من سكان غزة. وأفاد مسؤول مشارك في العملية لـ"رويترز" بأن جميع المعتقلين صعدوا إلى حافلات تقلّهم إلى الضفة وغزة ودول أخرى، ضمن تنسيق دولي مكثّف.

الصليب الأحمر ينفي تقارير عن أوضاع الرهائن

نفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر صحة تقارير تحدثت عن سوء الحالة الصحية للرهائن، مؤكدة أنها لم تتلق أي معلومات رسمية تفيد بذلك، وأن دورها اقتصر على الإشراف اللوجستي وضمان سلامة الطرفين أثناء عملية التبادل.


ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة عدّلت قوائم الأسرى المفرج عنهم في اللحظات الأخيرة، بعد اكتشاف أخطاء في الأسماء، حيث استُبعد سبعة قاصرين وامرأتان من غزة واستُبدلوا بأسرى آخرين. كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تشكيل هيئة دولية لتحديد مواقع رفات الرهائن الذين لم تُعد جثامينهم بعد.


تداولت وسائل إعلام مقاطع لمكالمات هاتفية بين بعض الرهائن وعائلاتهم قبل الإفراج عنهم، قالت مصادر إسرائيلية إنها تمت بإذن من حماس، في مشهد حمل إشارات رمزية إلى ختام فصل دامٍ من الحرب النفسية بين الطرفين.

نهاية مرحلة وبداية اختبار جديد

يُنظر إلى صفقة اليوم باعتبارها إحدى أكبر عمليات تبادل الأسرى منذ عقود، لكنها في الوقت نفسه تفتح الباب أمام اختبار حقيقي لمستقبل اتفاق وقف إطلاق النار.
فبينما ترى حماس أن التبادل يمثل اعترافاً دولياً بقدرتها التفاوضية كطرف شرعي، تعتبر إسرائيل أن تنفيذ الصفقة ضرورة إنسانية لا سياسية، في محاولة لاحتواء الغضب الداخلي وإعادة ترتيب أولوياتها في غزة.

وبين الروايتين، يبقى المشهد مفتوحاً على احتمالات عدة: إما استقرار مؤقت يمهد لاتفاق أشمل، أو عودة تدريجية للتصعيد تحت عناوين جديدة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9