ترامب في الكنيست: "بداية جديدة" على أنقاض حرب غزة
في مشهد يحمل دلالات سياسية عميقة، دوّن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبارة “يوم عظيم وجميل.. بداية جديدة” في سجل الضيوف بالكنيست الإسرائيلي، قبيل إلقاء كلمته أمام النواب، في زيارة تُعد الأولى له إلى تل أبيب منذ إعادة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة.
زيارة “السلام والنفوذ”
وصل ترامب صباح الاثنين إلى مطار بن غوريون، في جولة شرق أوسطية تستهل من إسرائيل قبل انتقاله إلى مدينة شرم الشيخ المصرية لترؤس “قمة السلام” المرتقبة، التي يُتوقع أن تجمع قادة من المنطقة والعالم في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، الذي تلاه إطلاق حركة “حماس” سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين.
الزيارة إلى الكنيست تُعد سابقة في توقيتها، إذ تأتي بعد أشهر من حرب مدمرة في غزة وانخراط وسطاء عرب، وعلى رأسهم مصر وقطر، في مفاوضات شاقة انتهت باتفاق وقف النار الذي يحاول ترامب تسويقه كنقطة تحول في مسار الصراع.
رسالة ترامب: “الحرب انتهت”
خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أطلق ترامب تصريحًا لافتًا قال فيه: “الحرب انتهت. هل فهمتم ذلك؟”، في إشارة إلى ثقته بأن اتفاق وقف إطلاق النار سيصمد.
تصريح بدا أقرب إلى إعلان رسمي بانتهاء الحرب، رغم أن الميدان ما زال يشهد خروقات متفرقة وملفات عالقة، خصوصًا بشأن مستقبل إدارة قطاع غزة وترتيبات الأمن وإعادة الإعمار.
من الكنيست إلى شرم الشيخ
من المقرر أن يتوجه ترامب عقب خطابه في الكنيست إلى مصر، حيث سيشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح “قمة السلام في شرم الشيخ”، التي يُنتظر أن تُعلن مبادرة جديدة تتضمن خطوات لإعادة الإعمار وضمان الأمن في غزة، مع بحث ترتيبات ما بعد الحرب.
ترامب يسعى من خلال زيارته المزدوجة – إلى تل أبيب ثم شرم الشيخ – إلى ترسيخ صورته كمهندس للسلام وموازن للنفوذ في الشرق الأوسط، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على عودة واشنطن بقوة إلى الساحة الإقليمية بعد سنوات من التردد.
“يوم عظيم” أم بداية مرحلة معقدة؟
عبارة ترامب في سجل الكنيست – “بداية جديدة” – فتحت باب التأويلات حول طبيعة المرحلة المقبلة: هل يقصد بداية سلام فعلي، أم بداية مرحلة تفاوضية جديدة تعيد ترتيب المشهد الإقليمي وفق أولويات أمريكية؟
الإسرائيليون رحبوا بحرارة بزيارة ترامب، بينما أبدت أوساط عربية حذرًا من “التفاؤل المفرط” الذي يروّج له البيت الأبيض، خصوصًا في ظل غياب حل واضح لمستقبل غزة.
زيارة ترامب تأتي بعد سلسلة تحركات مكثفة في المنطقة شملت اتصالات بين القاهرة وواشنطن وتل أبيب، واجتماعات أمنية متوازية حول ترتيبات ما بعد الحرب.
ويُنتظر أن تكون كلمته في الكنيست تمهيدًا لإعلان سياسي أوسع خلال قمة شرم الشيخ، في إطار مسعى أمريكي لإطلاق “خطة سلام شاملة” تربط إعادة إعمار غزة بإطلاق مسار سياسي جديد في الشرق الأوسط.
