هل تغيّر المزاج الإسرائيلي تجاه القاهرة بعد صفقة الأسرى؟

2025.10.13 - 11:42
Facebook Share
طباعة

في مشهد غير مسبوق داخل إسرائيل، دوّى اسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ساحة تل أبيب مصحوبًا بتصفيق حار من عشرات الآلاف من الإسرائيليين، الذين خرجوا مساء أمس للاحتفال بالصفقة التي أفضت إلى وقف الحرب وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بمشاركة مصر وقطر وتركيا كأبرز الوسطاء.


ذكرت وسائل إعلام عبرية، بينها موقع mida.org.il، أن ساحة الأسرى في تل أبيب امتلأت بالآلاف ممن دأبوا على التجمع أسبوعيًا للمطالبة بعودة ذويهم من غزة. لكن هذه المرة، تغيّر المشهد كليًا — إذ تحولت الساحة إلى ما يشبه ساحة احتفال جماهيري، امتزجت فيها الهتافات المؤيدة للسيسي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبحسب الموقع العبري، بدأ الحفل بخطاب ألقاه المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بحضور جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره، وزوجته إيفانكا ترامب. وأشار التقرير إلى أن الحاضرين انفجروا بالتصفيق عندما وجّه ويتكوف شكره العلني للرئيس المصري والقيادة القطرية، تقديرًا لجهود الوساطة التي أنهت حرب غزة المستمرة منذ شهور.

غير أن اللافت – وفق التقرير – أن الهتاف لم يكن موحدًا، إذ سرعان ما تعالت صيحات الاستهجان حين ذكر ويتكوف اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما اضطره إلى التوقف وتوضيح موقفه، قائلاً: "كنت معه في الخنادق، صدقوني، له دور مهم في ما جرى."

وفي الوقت نفسه، عبّر الموقع العبري عن انتقاده الصريح لهذا المشهد، معتبرًا أن الحاضرين هتفوا لبلدان "طالما اتُهمت بدعم أعداء إسرائيل"، على حد وصفه، مشيرًا إلى أن قطر "تؤوي قيادات حماس"، وتركيا "يحكمها رئيس يتحدث عن الوصول إلى القدس"، فيما اتهم مصر بأنها سمحت "بمرور الأسلحة إلى غزة عبر سيناء".

وأضاف التقرير بنبرة حادة: "ألم يخطر ببال أحد في وزارة الخارجية الإسرائيلية أو مكتب رئيس الوزراء أن السماح بهذا الحدث يحمل دلالات سياسية عميقة؟ كيف لم يُشرح للوفد الأمريكي أن هذا الجمهور من أشد كارهي نتنياهو؟"

وفي ختام التقرير، أشار الموقع إلى أن تل أبيب تعيش حالة مزدوجة: فرحة شعبية غامرة بعودة الأسرى، يقابلها قلق سياسي متصاعد داخل الأوساط الحكومية، خاصة مع اعتراض بعض عائلات الأسرى على الصفقة التي تنص على إطلاق سراح أكثر من 2000 أسير فلسطيني، وهو ما رفضت المحكمة العليا وقف تنفيذه.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7