قمة شرم الشيخ تكتب الفصل الأخير من حرب غزة

2025.10.13 - 10:27
Facebook Share
طباعة

تتجه الأنظار، اليوم الاثنين، إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، التي تستضيف قمة السلام حول غزة بمشاركة الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب، وبحضور أكثر من 20 قائد دولة إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وسط غياب كل من إسرائيل وحركة حماس عن الاجتماع.

وتُعد القمة التي تُعقد بعد ظهر اليوم على شاطئ البحر الأحمر، بمثابة الحدث المفصلي في مسار الجهود الدولية لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من عامين، حيث من المنتظر أن تشهد توقيع وثيقة ضمانات لاتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة، برعاية مشتركة من مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا.

 

توقيع وثيقة ضمانات دولية

أفادت مصادر دبلوماسية لوسائل الإعلام بأن القمة ستُختتم بتوقيع وثيقة رسمية تُلزم الدول الراعية بالعمل كـ"ضامنين لتطبيق وقف النار في غزة"، على أن تتولى الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا الإشراف على تنفيذ البنود الميدانية والإنسانية للاتفاق.

وقال مصدر دبلوماسي إن "الموقعين سيكونون الأطراف الضامنة، وهي الولايات المتحدة ومصر وقطر وربما تركيا"، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية المصرية كانت قد أعلنت في وقت سابق أن "وثيقة إنهاء الحرب في غزة" ستُوقَّع خلال القمة التي يترأسها السيسي وترامب معًا.

ويُتوقع أن تتضمن الوثيقة وقفًا شاملًا للعمليات العسكرية، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من داخل القطاع، إضافة إلى ترتيبات تتعلق بفتح المعابر وإطلاق عملية إعادة إعمار بإشراف دولي، مع بقاء ترتيبات أمنية مؤقتة تديرها لجنة مراقبة متعددة الجنسيات.

 


قرر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منح نظيره الأمريكي قلادة النيل العظمى — أعلى وسام في جمهورية مصر العربية — "تقديرًا لإسهاماته في دعم جهود السلام ونزع فتيل النزاعات، وآخرها دوره المحوري في وقف الحرب في غزة"، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي.

وتُمنح قلادة النيل لقادة الدول ورموزها الذين يسهمون في خدمة السلام والإنسانية، ما يعكس الرغبة المصرية في تكريس القمة كمنعطف تاريخي لإنهاء الصراع الدامي في القطاع.

 

غياب إسرائيل وحماس

في المقابل، أعلنت إسرائيل رسميًا أنها لن تشارك في القمة، حيث أكدت المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "لا ممثلًا إسرائيليًا سيحضر الاجتماع"، في حين قال القيادي في حركة حماس حسام بدران إن الحركة "لن تشارك في عملية التوقيع" لكنها "تتابع عن كثب مخرجات القمة التي تخص مستقبل غزة".

ويرى محللون أن غياب الطرفين يعكس رغبة الوسطاء في إبعاد الأجواء التفاوضية المباشرة، وتهيئة الأرضية لإعلان اتفاق دولي يُفرض كإطار عام قبل الدخول في تفاصيل التنفيذ على الأرض.

 


ترامب: العالم متحد حول خطتي

وفي تصريحات لموقع Axios الأمريكي، وصف الرئيس دونالد ترامب اتفاق غزة المرتقب بأنه "قد يكون أعظم إنجازاتي"، مضيفًا أن حضور هذا العدد من القادة إلى شرم الشيخ "يؤكد أن العالم متحد حول خطتي للسلام في غزة".

وأشاد ترامب بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القمة، واعتبر مشاركته "إشارة إيجابية تؤكد وحدة الموقف العربي والدولي تجاه مستقبل القطاع".

 

 

تأتي قمة شرم الشيخ بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي تسلّمه الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين ضمن صفقة "طوفان الأحرار"، التي تشرف عليها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة.
ويُنظر إلى نجاح هذه المراحل المتزامنة — التبادل والتهدئة — باعتبارهما مؤشرين حاسمين على جدية الأطراف في تثبيت وقف إطلاق النار وتهيئة بيئة سياسية جديدة في القطاع.

 


ملامح ما بعد الحرب

من المنتظر أن تبحث القمة مستقبل إدارة قطاع غزة خلال المرحلة الانتقالية، بما يشمل تشكيل هيئة إدارة مدنية بإشراف عربي ودولي، تتولى إعادة الخدمات والإعمار، بينما يُترك الملف الأمني مؤقتًا لقوة مراقبة متعددة الجنسيات، بانتظار تسوية سياسية أوسع تشمل الضفة الغربية والقدس.

ويؤكد دبلوماسيون أن الهدف المركزي للقمة هو "إنهاء الحرب فعليًا ووضع أسس سلام مستدام في غزة"، لكن التحدي الأكبر سيبقى في ضمان التزام إسرائيل وبقية الأطراف ببنود الاتفاق، وسط معارضة قوية داخل الحكومة الإسرائيلية لأي ترتيبات تتضمن انسحابًا كاملاً أو إشرافًا دوليًا على حدود القطاع. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 3