شهدت مناطق مختلفة في الضفة الغربية، اليوم الأحد، تصعيدًا كبيرًا في الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المسلحين، استهدفت المواطنين الفلسطينيين ومزارعهم وممتلكاتهم، بالتزامن مع انطلاق موسم قطف الزيتون، في سلسلة من الأحداث التي تعكس استمرار سياسة التضييق على الفلسطينيين ومحاولات الاستيلاء على أراضيهم لصالح التوسع الاستيطاني.
في القدس المحتلة، أصيب مواطن برصاص قوات الاحتلال في بلدة بيت حنينا، بالقرب من جدار الضم والتوسع العنصري، حيث تعرض لإصابة في الحوض والقدم، إثر إطلاق الرصاص تجاهه أثناء تواجده قرب الجدار.
ايضاً في محافظة رام الله والبيرة، اقتحمت قوات الاحتلال عدداً من القرى والبلدات، شملت قراوة بني زيد وكفر عين وبلدة سلواد وقرية المزرعة الشرقية، مع إطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، دون أن تسجل أي إصابات أو اعتقالات، في حين استمر التواجد العسكري في الشوارع والأحياء لمراقبة المواطنين والتحكم في حركتهم.
وفي محافظة الخليل، تعرض مواطن يبلغ من العمر 42 عامًا لإطلاق رصاص حي على يده وبطنه على يد مستوطنين هاجموا المزارعين في منطقة صوريف شمال غرب المحافظة، فيما هاجم مستوطنون آخرون منازل المواطنين في بلدتي يطا وبيت أمر، وحاولوا سرقة المواشي، لكن الأهالي تصدوا لهم ومنعوهم من السيطرة على ممتلكاتهم.
كما تعرضت أراضي المزارعين في قرية المغير شمال شرق رام الله لهجمات من المستوطنين، الذين أطلقوا الرصاص على المواطنين في منطقة السهل الشرقي، وسرقوا حطب الزيتون من الأراضي التي اقتلعت أشجارها قوات الاحتلال قبل نحو شهر، بينما داهم المستوطنون في وقت سابق من اليوم منطقة "سهل مرج سيع" غرب القرية وقطعوا 150 شجرة زيتون مع بدء موسم الحصاد.
أما في ترقوميا غرب الخليل، احتجزت قوات الاحتلال المزارعين ومنعتهم من الوصول إلى أراضيهم القريبة من مستعمرتي "ادورا" و"تيلم"، واستولت على مركباتهم، وهددتهم بعدم العودة إلى أراضيهم، في محاولة واضحة للاستيلاء عليها ضمن خطة التوسع الاستيطاني. وفي الوقت نفسه، انطلقت حملة قطف الزيتون 2025 في مناطق سوبا غرب إذنا، بمشاركة محافظ الخليل ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ومتطوعين من الدفاع المدني والهلال الأحمر والمتضامنين الأجانب، لدعم المزارعين وحمايتهم من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين خلال الموسم.
وفي الأغوار الشمالية، اقتحم مستوطنون خربة سمرة على ظهور الخيول، وتجولوا بين خيام المواطنين، ما أثار حالة من الخوف والذعر، فيما شهدت خلة مكحول وخربة السمرة خلال الأيام الماضية استفزازًا للمواطنين وتهديدهم، ما أدى خلال العامين الماضيين إلى إجبار عشرات العائلات على الرحيل عن مناطقهم، وإفراغ بعض التجمعات بشكل كامل، مع تناقص عدد العائلات في التجمعات الأخرى.
كما تعرضت أراضي أم صفا شمال غرب رام الله للسرقة والتخريب، حيث سرق مستوطنون خلايا نحل وحطموا أخرى تعود ملكيتها لمزارع فلسطيني.
تستمر الاعتداءات بشكل متكرر في مختلف المناطق الفلسطينية، مستهدفة الأراضي الزراعية والمزارعين، وخصوصًا خلال موسم الزيتون، في محاولة مستمرة للسيطرة على الأراضي وتهجير سكانها، مما يعكس السياسة الاستيطانية التوسعية التي تنفذها قوات الاحتلال والمستوطنون في الضفة الغربية.