شهدت شوارع تل أبيب والقدس انتشار لوحات عملاقة تدعو إلى السلام والتطبيع في المنطقة، في خطوة رمزية تسبق انعقاد قمة شرم الشيخ، التي تهدف إلى إنهاء حرب غزة وتعزيز جهود إحلال الاستقرار الإقليمي. اللافت أن اللوحات ركّزت على شخصيات دولية وعناصر دبلوماسية، دون الإشارة إلى أي سياسي محلي، ما يعكس محاولة إبراز الدور الدولي كضامن للسلام في الشرق الأوسط.
الصور المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي حملت شعارات مثل "صناع السلام في الشرق الأوسط" و"أكملوا الطريق نحو التطبيع"، تشير إلى استثمار رمزي في الإعلام لتعزيز صورة الجهود الدبلوماسية الدولية كخطوة لتجاوز النزاع وتحقيق تسوية بين الأطراف، هذا التوجه يعكس حالة من الانشغال بالبعد الإقليمي والدولي للأزمة، وإبراز الضمانات الخارجية على أنها عامود رئيسي لتحقيق الاستقرار، خصوصًا في ضوء النزاعات المتكررة والتوترات السابقة في القطاع.
الخطة المرحلية المعتمدة لإنهاء الصراع تشمل تبادل الأسرى والرهائن، وإشراف لجنة تكنوقراط فلسطينية على إدارة القطاع بعد مرحلة انتقالية. هذه الإجراءات توضح أن التركيز ينصب على إعادة بناء الثقة المؤسسية وتفادي أي فراغ سياسي قد يفاقم الوضع الأمني، مع الاستعانة بالخبرات الدولية كأداة لضمان استمرارية تنفيذ الاتفاقات.
الخطاب الرمزي الذي حملته اللافتات يحمل رسائل مزدوجة: داخليًا يطمئن السكان على وجود وساطة دولية، وخارجيًا يعكس الجدية في متابعة التسوية من قبل القوى الضامنة، ويضع الضغوط على الأطراف المعنية للالتزام بالاتفاقيات. التداعيات المحتملة تشمل استقرارًا نسبيًا في القطاع إذا تمت الترتيبات كما هو مخطط، وزيادة الدور الدولي في ضبط التوترات الإقليمية، ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحوارات والتفاهمات في الشرق الأوسط.
تظل الأسئلة حول تطبيق هذه الخطة بشكل كامل وفعال قائمة، خصوصًا في ظل التعقيدات المحلية والإقليمية، لكن المؤشرات الرمزية مثل اللافتات تعكس مسعىً لإعادة رسم صورة عملية السلام على المستويين الشعبي والدولي، وإبراز أن الترتيبات الدولية قد تكون الحل الأكثر قابلية للتنفيذ في المرحلة الحالية.