خلف الكواليس: كيف تشكلت “الرباعية الضامنة” لخطة ترامب؟

2025.10.12 - 08:27
Facebook Share
طباعة

تستعد مدينة شرم الشيخ المصرية غداً الإثنين لاستضافة قمة دولية برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب، لبحث التوقيع على "المبادئ العامة" لخطة واشنطن لإنهاء الحرب في غزة، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة.

أربع دول تتولى دور الضمان:

وبحسب ما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤول أميركي، فإن مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا ستوقّع على وثيقة "المبادئ العامة" التي تشكّل الإطار الأساسي لخطة ترامب المؤلفة من 20 نقطة لإنهاء الحرب.
وأوضح المصدر أن هذه الدول الأربع ستلعب دور "الضامن" لتنفيذ الاتفاق، على أن تقتصر القمة على بحث آليات الدعم السياسي والدبلوماسي للخطة قبل الانتقال إلى تفاصيل التنفيذ.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن التركيز في قمة شرم الشيخ سيكون على "تعزيز دعم الدول الضامنة للصفقة"، دون مشاركة مباشرة للأطراف المتحاربة، في إشارة إلى إسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية.

غياب الأطراف الأساسية عن الطاولة:

أكدت تايمز أوف إسرائيل أن إسرائيل لم تتلقّ دعوة رسمية للمشاركة في القمة، وأعلنت الأحد أنها لن توفد أي ممثل عنها، بينما أعلنت حركة حماس السبت أنها لن تشارك أيضاً، كما أضافت الصحيفة أن السلطة الفلسطينية طلبت الحصول على دعوة، لكنها لم تتلقّ رداً من المنظمين حتى عشية الاجتماع.

ويعكس هذا الغياب أن القمة تركز في مرحلتها الأولى على التوافق الدولي حول المبادئ العامة للخطة الأميركية، قبل الانخراط في مفاوضات مباشرة مع الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية.

أبعاد اختيار الدول الضامنة:

تحمل قائمة الدول الأربع الضامنة أبعاداً سياسية متعددة فـمصر تعدّ اللاعب المركزي في الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وقطر تمتلك قنوات اتصال فعالة مع قيادة حماس، في حين تمثل الولايات المتحدة القوة الراعية والمبادِرة للخطة، وتطمح تركيا إلى تثبيت دورها كفاعل إقليمي مؤثر في الملفات الفلسطينية والشرق أوسطية.

ويرى مراقبون أن هذا التشكيل يعكس محاولة واشنطن لبناء توازن بين قوى إقليمية مختلفة، تجمعها المصلحة في إنهاء الحرب لكن تفصلها رؤى متباينة حول مستقبل الحكم في غزة وإدارة مرحلة ما بعد الصراع.

الرهان على التحرك الدبلوماسي:

بحسب تايمز أوف إسرائيل، تهدف القمة إلى بلورة إجماع سياسي دولي يدعم خطة ترامب قبل بدء أي ترتيبات ميدانية، مع تأكيد الرئاسة المصرية أن الاجتماع يسعى إلى "إنهاء الحرب في قطاع غزة وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
لكن المراقبين يرون أن التحدي الأكبر يتمثل في تحويل الضمانات السياسية إلى التزامات تنفيذية، في ظل غياب توافق واضح بين الأطراف الإقليمية والدولية حول آليات التطبيق.

ما بعد القمة:

يتوقع أت تشكّل قمة شرم الشيخ مرحلة تمهيدية لمسار تفاوضي جديد، يحدد ملامح المرحلة الانتقالية في غزة، تحمل رمزية مهمة لعودة الحراك الدبلوماسي حول الملف الفلسطيني، إلا أن نجاحها سيبقى رهناً بمدى استعداد الدول الضامنة لترجمة تعهداتها إلى إجراءات عملية على الأرض، بعد عام من الحرب التي أعادت خلط أوراق المنطقة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 5