نتنياهو يحرك قطاعات الليكود قبل الانتخابات المبكرة

2025.10.12 - 11:25
Facebook Share
طباعة

 دخل المشهد السياسي الإسرائيلي مرحلة من الترقب الحذر بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وما تبعه من خطة لتبادل الأسرى. هذه التحولات جاءت لتعيد ترتيب المشهد داخل معسكر اليمين، وسط مؤشرات على تراجع قوة بعض الأحزاب الدينية والقومية المتشددة مقابل صعود حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو.

أظهر استطلاع رأي حديث أن حزب الليكود استعاد بعض قوته الانتخابية، فيما تراجعت أحزاب أخرى مثل حزب "عظمة يهودية" وحزب نفتالي بينيت. ووفق التقديرات، لو أجريت انتخابات اليوم، سيحصل الليكود على 27 مقعدًا، بزيادة مقعدين عن الاستطلاع السابق، بينما يحصل حزب بينيت على 19 مقعدًا، وهو أدنى تمثيل له منذ دخوله المنافسة في العام الماضي. أما حزب "هناك مستقبل" برئاسة يائير لبيد فقد ارتفع تمثيله إلى 10 مقاعد، نتيجة موقفه المؤيد لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وتشير التحليلات إلى أن ضعف موقف بينيت يعود إلى تردده في إعلان موقف واضح من الاتفاق مع حماس، ما أثر على شعبيته في الشارع اليميني، في حين لم تتمكن أحزاب "أزرق أبيض" و"الصهيونية الدينية" من تجاوز نسبة الحسم. هذا الوضع أدى إلى حالة من الانقسام وعدم تمكن أي من الكتل من حسم الأغلبية في الكنيست، إذ تحصل أحزاب الائتلاف على 51 مقعدًا مقابل 59 مقعدًا للمعارضة، بينما تبقى 10 مقاعد للأحزاب العربية التي قد تصبح عنصرًا حاسمًا في أي معادلة سياسية محتملة.

في هذا السياق، أبدى نصف الإسرائيليين تقريبًا تأييدهم لإجراء انتخابات عامة بعد تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، بينما عارض 39% هذه الخطوة، وامتنع 13% عن التصويت. هذا التوازن الدقيق يعكس هشاشة الحكومة الحالية وإمكانية تحريك المشهد السياسي نحو انتخابات مبكرة، خاصة في ظل الشكوك حول قدرة الحكومة على إقرار ميزانية 2026.

وبحسب تقديرات، فإن مجرد طرح فكرة انتخابات داخلية مبكرة في حزب الليكود يدل على نية واضحة لدى نتنياهو لتبكير موعد الانتخابات العامة. وتشير المؤشرات إلى أن رئيس الوزراء يسعى إلى استثمار الزخم الشعبي الذي أعقب تنفيذ صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار لترميم صورته السياسية، وتهيئة الأرضية لانتخابات مبكرة قد تمنحه فرصة لتجديد تفويضه الشعبي وتعزيز سيطرته داخل حزبه.

وتتضمن التحركات الداخلية خطوات عملية، منها عقد اجتماع عاجل لمركز حزب الليكود للتحضير لإجراء انتخابات داخلية لزعامة الحزب خلال الأسابيع المقبلة، وربما دمجها مع مؤتمر الليكود المقرر في نوفمبر المقبل، وهو ما يعتبر خطوة تكتيكية لتعزيز موقع نتنياهو وإسكات الأصوات المنافسة.

ويرى محللون سياسيون أن نتائج الاتفاق مع حماس قد تتحول إلى عامل ضغط داخلي، إذ يعزز توقعات بانسحاب بعض الأعضاء من الائتلاف الحاكم، مما قد يؤدي إلى حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة. وتعكس هذه التحركات رؤية نتنياهو بأن الوقت عامل حاسم في تعزيز موقعه السياسي، واستغلال الفرصة الحالية لإعادة ترتيب المشهد الداخلي في معسكر اليمين.

ويؤكد محللون أن الاتفاق مع حماس وإنهاء القتال في غزة قد يكون بمثابة الشرارة التي تكشف التصدعات داخل حكومة نتنياهو، وتعيد إسرائيل إلى صناديق الاقتراع في وقت أقرب مما كان متوقعًا. في الوقت ذاته، يسعى نتنياهو إلى استثمار القبول الشعبي المؤقت للاتفاق لتثبيت زعامته، وتقديم إنجاز صفقة الأسرى كرافعة انتخابية تعزز موقعه السياسي قبل أي اضطراب محتمل في الحكومة.

وبالتالي، يبدو المشهد الإسرائيلي على أعتاب مرحلة إعادة تموضع داخلي حاسمة، حيث تتداخل الاعتبارات الأمنية والشعبية والحزبية، ويظهر دور نتنياهو كعنصر محوري يسعى لاستثمار كل تحول داخلي لصالح تعزيز نفوذه، بينما تواجه الحكومة مخاطر الانقسام والضعف في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية المقبلة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7