مصر تقود المبادرة.. السيسي يطالب بقوات دولية وإعمار عاجل لغزة

2025.10.11 - 04:54
Facebook Share
طباعة

في خطوة بارزة على صعيد جهود تحقيق الاستقرار في قطاع غزة، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، إلى نشر قوات دولية في القطاع، مع الإسراع في عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة. وتأتي هذه الدعوة ضمن إطار تحرك مصر الدبلوماسي لتثبيت اتفاق وقف الحرب الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعال.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، أن الرئيس السيسي بحث هاتفياً مع نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وركز الاجتماع على ملف اتفاق وقف الحرب في غزة. وأكد الشناوي أن الرئيس القبرصي أعرب عن دعم بلاده الكامل لتنفيذ الاتفاق، مشيدًا بـ"الدور الحيوي الذي اضطلعت به مصر، وبالجهود الشخصية للرئيس السيسي في تيسير التوصل إليه".

وخلال الاتصال، شدد السيسي على "أهمية وقف الحرب فورًا، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، والشروع في عملية إعادة الإعمار، فضلاً عن ضرورة التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق". وأبرز الرئيس المصري ضرورة منح الاتفاق الشرعية الدولية من خلال مجلس الأمن، مؤكدًا أن نشر قوات دولية سيشكل ضمانة لنجاح العملية، ولحماية المدنيين وتعزيز الاستقرار في القطاع.

وفي خطوة موازية لتعزيز دعم المجتمع الدولي، أعلن السيسي عن اعتزام مصر استضافة مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، وهي الدعوة التي لقيت ترحيبًا من الرئيس القبرصي. ويأتي هذا المؤتمر في إطار جهود مصر لقيادة حوار إقليمي ودولي يهدف إلى تحفيز التمويل وإطلاق مشاريع إعادة البناء بشكل عاجل، بعد الحرب التي خلفت دمارًا واسعًا في البنية التحتية والخدمات الأساسية للقطاع.


دعوة السيسي لنشر قوات دولية تمثل محاولة لتعزيز الدور المصري كوسيط رئيسي في الملف الفلسطيني-الإسرائيلي، وكمحاولة لضمان أن يكون الاتفاق قابلاً للتنفيذ على الأرض. ومن المتوقع أن يواجه هذا التوجه تحديات عدة، أبرزها الحصول على موافقة الأطراف الدولية المعنية، إضافة إلى تحديد طبيعة القوة ونطاق مهامها، مع مراعاة حساسية الوضع الأمني والسياسي في غزة.

كما أن مؤتمر إعادة الإعمار الدولي الذي تقترحه مصر قد يكون منصة لتوحيد الدعم المالي والسياسي، وفتح قنوات للشراكات مع مؤسسات دولية وحكومات صديقة، ما يسهم في إعادة بناء البنية التحتية، وتوفير فرص عمل، وتأهيل الخدمات الأساسية، بما يعزز من استقرار القطاع.

تأتي هذه التحركات المصرية بعد فترة من النزاع الدموي في غزة، والتي أظهرت الحاجة الماسة لتدخل دولي منظم، ليس فقط لضمان وقف إطلاق النار، بل لضمان عدم تكرار الأزمات الإنسانية، وإعادة الاستقرار السياسي والاجتماعي للقطاع.


تؤكد تصريحات السيسي على الدور القيادي لمصر في جهود تثبيت وقف الحرب في غزة، عبر تعزيز الشرعية الدولية للاتفاق، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وبدء عملية إعادة الإعمار بالتعاون مع المجتمع الدولي. ويبرز التوجه المصري كذلك كدعوة للاستجابة السريعة للتحديات الإنسانية في القطاع، مع الحفاظ على ثقل مصر السياسي كوسيط إقليمي مؤثر في القضية الفلسطينية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 5