اعتداءات إسرائيلية تشلّ جزءاً من شبكة الكهرباء في الجنوب اللبناني

2025.10.11 - 04:38
Facebook Share
طباعة

تواجه مؤسسة كهرباء لبنان تحديًا جديدًا في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على البنية التحتية المدنية، إذ أدت الهجمات فجر 11 تشرين الأول 2025 إلى أضرار كبيرة في شبكة النقل الكهربائي، ما تسبب بانقطاع جزئي للتيار عن عدد من المناطق الجنوبية. وتعمل المؤسسة حاليًا على تنفيذ خطة طوارئ لإصلاح الأعطال وإعادة التغذية تدريجيًا إلى الشبكة.

أضرار جسيمة في شبكة النقل:

وفق بيان المؤسسة، تسببت الاعتداءات بتدمير برج توتر عالٍ بقدرة 66 ك.ف في منطقة المصيلح في الجنوب، ما أدى إلى تقطّع نواقل خط زهراني – مصيلح وخروجه من الخدمة، الأمر الذي انعكس مباشرة على محطتي صيدا وسبلين الرئيسيتين وتدنّي التغذية فيهما.

كما طاولت الأضرار خط النقل الرئيسي زهراني – صور بقدرة 220 ك.ف.، الذي يزود نسبة كبيرة من مناطق الجنوب بالطاقة، ما أدى إلى خروج محطات صور، وادي جيلو، السلطانية، والطيبة من الخدمة بالكامل. وتُعدّ هذه المحطات من أبرز نقاط التوزيع في الشبكة الجنوبية.

استنفار فني لإصلاح الأعطال:

منذ ساعات الصباح الأولى، وبعد وقوع الاعتداءات مباشرة، توجهت الفرق الفنية التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان إلى مواقع الأضرار، وبدأت أعمال الصيانة والمناورات السريعة لإعادة التيار إلى المحطات المتضررة.

وبحسب المؤسسة، بدأت عملية إعادة التغذية تدريجيًا عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر على خطوط التوتر 66 ك.ف.، في حين سيتم الشروع في صيانة شبكة النقل الرئيسية 220 ك.ف. فور انتهاء إزالة صاروخ غير منفجر عُثر عليه تحت خط زهراني – صور، وهي مهمة تتولاها وحدات الجيش اللبناني وتُقدّر مدتها بـ72 ساعة.

مدة الإصلاحات وتقديرات زمنية:

تشير تقديرات مؤسسة كهرباء لبنان إلى أن أشغال إعادة تأهيل شبكة 220 ك.ف. ستستغرق نحو أربعة أيام من تاريخ السماح بالعمل في موقع الضرر، على أن تليها أعمال تركيب برج جديد بقدرة 66 ك.ف. مكان البرج المنهار، وإعادة مدّ النواقل الجديدة اللازمة لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الاعتداء.

وأكدت المؤسسة أن الفرق الميدانية في حالة استنفار دائم، وأن التنسيق جارٍ بين الإدارات الفنية والأمنية لضمان سلامة العاملين وتسريع وتيرة الإصلاحات، مشددة على أن التغذية الكهربائية ستُعاد تدريجيًا إلى المناطق المتأثرة.

انعكاسات على التغذية في الجنوب:

أدّت الأضرار إلى انخفاض كبير في مستوى التغذية الكهربائية في عدد من المناطق الجنوبية، خصوصًا في صور وصيدا والقرى المحيطة، ما أدى إلى زيادة ساعات الانقطاع بشكل ملحوظ. وتشير المعطيات الأولية إلى أن الوضع سيتحسن تدريجيًا خلال الأيام المقبلة، لكن العودة الكاملة إلى الحالة الطبيعية مرهونة بمدى سرعة تنفيذ أعمال الصيانة وإزالة الخطر الأمني في مواقع القصف.

وتسعى المؤسسة إلى توزيع الأحمال الكهربائية بين الخطوط العاملة لتفادي انقطاع شامل، مع الاعتماد على تشغيل محطات بديلة بشكل مؤقت.


تحديات مستمرة للبنية التحتية:

تُظهر هذه الحادثة هشاشة شبكة الكهرباء اللبنانية أمام التهديدات الأمنية، خصوصًا في الجنوب الذي يشهد تصعيدًا متقطعًا منذ أسابيع. وتعكس الأضرار المتكررة الحاجة إلى خطة وطنية شاملة لتعزيز مرونة البنية التحتية للطاقة، عبر اعتماد أنظمة حماية إضافية وتوزيع مصادر التغذية لتقليل أثر أي ضربات مستقبلية.

كما تبرز الحاجة إلى دعم دولي وتقني لإعادة تأهيل الشبكة بما يتماشى مع المعايير الحديثة، وتحديث أنظمة المراقبة والاستجابة السريعة، خاصة في المناطق الحدودية.

بين الأضرار الكبيرة والتحديات اللوجستية والأمنية، تبذل مؤسسة كهرباء لبنان جهودًا استثنائية لإعادة التيار الكهربائي إلى الجنوب في أقصر وقت ممكن. لكن الحادثة الأخيرة تفتح مجددًا ملف أمن البنية التحتية المدنية في أوقات الأزمات، وتؤكد أن استقرار التغذية الكهربائية لن يتحقق إلا من خلال استراتيجية وطنية متكاملة تربط بين الأمن، الطاقة، والتنمية المستدامة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 2