لماذا يعود الجدل إلى أقدم مساجد دمشق؟

2025.10.11 - 04:36
Facebook Share
طباعة

أعلنت إدارة المسجد الأموي في دمشق عن بدء تنفيذ خطة شاملة للحفاظ على الطابع التاريخي والأثري للمسجد، بعد تداول صور على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر إحدى مآذنه وقد نُقش عليها اسم الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، ما أثار نقاشاً واسعاً حول علاقة الرموز السياسية بالمواقع الدينية والتاريخية في سوريا.

وبحسب ما أوردته صحيفة محلية، فإن إدارة المسجد أكدت في بيانها التزامها بإزالة جميع التعديات التي تؤثر على هوية المسجد ومكانته، ومعالجة ما وصفته بـ"التشوهات البصرية" الناتجة عن أعمال سابقة لا تتوافق مع المعايير الأثرية. وأشارت إلى أن أعمال الترميم ستتم بإشراف خبراء مختصين في العمارة الإسلامية والتراث العمراني، وبالتنسيق مع الجهات الأثرية المعنية.

يُعدّ المسجد الأموي من أبرز المعالم الإسلامية في العالم، ويكتسب أهمية دينية وتاريخية ورمزية خاصة لدى السوريين. وقد شكّل الجدل حول النقش الأخير اختباراً لطبيعة العلاقة بين الدولة والرمز الديني، لا سيما في بلد شهد تحولات سياسية واجتماعية عميقة خلال العقود الماضية.

ويرى مراقبون أن الإعلان عن خطة الحفاظ على الطابع التاريخي للمسجد يحمل أبعاداً تتجاوز الجانب الأثري، إذ يعكس رغبة السلطات في تقديم صورة تحترم التراث وتؤكد على الرمزية الدينية للمكان، في ظل حاجة متزايدة لاستعادة الثقة بالهوية الثقافية لسوريا بعد سنوات من الحرب والتجاذبات.

كما يربط بعض المحللين بين هذا التحرك والجهود التي تبذلها دمشق في المرحلة الأخيرة لتكريس حضورها في المشهد الإقليمي والدولي من بوابة الثقافة والتراث، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى إعادة إعمار المواقع التاريخية المتضررة وإعادة ترميم الذاكرة السورية الجمعية.

وبينما تستمر أعمال الصيانة والترميم بإشراف لجان مختصة، تتجه الأنظار إلى كيفية تعامل السلطات مع الرموز التي أُدرجت في فترات سابقة داخل المعالم الدينية، ومدى قدرتها على الفصل بين الهوية الدينية والمظاهر السياسية، بما يحفظ للمسجد الأموي مكانته كرمز حضاري وروحي جامع للسوريين على اختلاف انتماءاتهم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5