حماس تشن حملة "رادع".. ملاحقة المتهمين بالتعاون مع إسرائيل

2025.10.11 - 04:37
Facebook Share
طباعة

أعلنت منصة "رادع" الأمنية، التابعة لحركة حماس، اليوم السبت، عن انطلاق حملة ميدانية واسعة ضد من وصفتهم بـ"عناصر الميليشيات المسلحة والمتعاونين مع الاحتلال الإسرائيلي"، في مختلف مناطق قطاع غزة، في خطوة تعكس تصاعد التوتر الأمني الداخلي بعد أيام من بدء انسحاب القوات الإسرائيلية التدريجي من القطاع.

حملة "رادع".. من الشمال إلى الجنوب

وجاء في البيان الذي نشرته المنصة على تطبيق "تلغرام": "على امتداد القطاع.. ضرباتنا مستمرة من شماله إلى جنوبه، يد رادع تضرب أوكار الخيانة والعمالة في هذه الأثناء".

 

وأكدت المنصة أن تفاصيل العملية، التي تحمل اسم "رادع.. قوة الميدان"، ستُعرض خلال الساعات المقبلة، متوعدة بكشف ما وصفته بـ"شبكات تجسس محلية" جرى رصدها وتفكيكها منذ الأيام الأولى للحرب.

اشتباكات ليلية واحتقان أمني

تزامن الإعلان مع تقارير عبرية وفلسطينية تحدثت عن اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت، ليل الجمعة، بين عناصر من كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – ومسلحين تابعين لما يُعرف بـ"الميليشيات المحلية"، في مناطق متفرقة من القطاع، أبرزها محيط المستشفى الأردني في غزة.

وبحسب المصادر، أسفرت تلك المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، بينهم عنصران من جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس، في حين لم تصدر تأكيدات رسمية من وزارة الداخلية بغزة بشأن حصيلة الاشتباكات.

تحذيرات أمنية مشددة بعد الانسحاب الإسرائيلي

في سياق متصل، ربطت منصة "رادع" حملتها بالمرحلة الجديدة التي دخلها القطاع بعد اتفاق وقف إطلاق النار، محذرة عناصر المقاومة من "التهاون في إجراءات الأمن الشخصي"، مؤكدة أن الاستخبارات الإسرائيلية تواصل مراقبة تحركاتهم وتحديث بنك أهدافها بشكل دائم.

وقالت المنصة في منشورها:

"العدو يراقب على مدار الساعة، وقد يعمد إلى زرع أجهزة تنصت أو أجسام متفجرة مموهة. نحذر المواطنين من العبث بأي جسم مشبوه والإبلاغ فوراً عبر القنوات الرسمية".

 

رسائل داخلية وخارجية

الحملة الأمنية تحمل أبعاداً مزدوجة، فهي من جهة تهدف إلى ضبط الوضع الميداني الداخلي ومنع أي تمرد مسلح بعد الانسحاب الإسرائيلي، ومن جهة أخرى توجه رسالة ردع إلى إسرائيل مفادها أن حماس لا تزال تسيطر على الأرض وتملك أدواتها الأمنية رغم الدمار الواسع الذي خلفته الحرب.

ويشير بعض المحللين إلى أن الحملة تأتي أيضاً في ظل خلافات متصاعدة بين فصائل المقاومة حول ترتيبات ما بعد الحرب، خصوصاً مع دخول الميليشيات الصغيرة في صراع نفوذ داخل المناطق الشمالية والوسطى، الأمر الذي دفع قيادة حماس إلى استخدام ذراعها الأمنية "رادع" كأداة لإعادة فرض الانضباط والسيطرة.

"رادع" كذراع أمنية ميدانية

تُعد منصة "رادع" واجهة إعلامية لجهاز أمني ميداني أنشأته حماس منذ عام 2021 لمتابعة ملفات التجسس والتنسيق الأمني مع الاحتلال، وقد لعبت دوراً بارزاً خلال سنوات الحصار في كشف شبكات مرتبطة بجهاز "الشاباك" الإسرائيلي.
وخلال الحرب الأخيرة، ظهرت "رادع" بشكل مكثف عبر قنواتها على "تلغرام" و"واتساب"، مطلقة تحذيرات أمنية شبه يومية، ومتهمة بعض الفصائل الصغيرة بـ"العمل خارج الصف الوطني".

 

بينما تستعد غزة لمرحلة إعادة الإعمار ومناقشة ترتيبات الحكم بعد الانسحاب الإسرائيلي، يبدو أن حماس تحاول تثبيت قبضتها الأمنية من خلال "رادع"، في مواجهة الانقسامات المسلحة والاختراقات الاستخباراتية، ما يجعل القطاع أمام مرحلة دقيقة تتقاطع فيها الحسابات الأمنية والسياسية في آن واحد.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 2