بيان مشترك يوحّد الموقف الفلسطيني: لا وصاية على غزة ولا بديل عن الوحدة الوطنية

2025.10.11 - 03:33
Facebook Share
طباعة

في موقف فلسطيني موحد نادر منذ سنوات، أعلنت ثلاث من أبرز الفصائل الفلسطينية ــ «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ــ رفضها القاطع لأي وصاية أجنبية على قطاع غزة، مؤكدة أن إدارة القطاع ومؤسساته شأن داخلي فلسطيني لا يقبل النقاش أو التدخل الخارجي، في إشارة إلى مقترحات غربية وأميركية حول تشكيل إدارة دولية أو عربية مؤقتة لما بعد الحرب.

وجاء في البيان المشترك الذي صدر مساء الجمعة: «نؤكد رفضنا لأي وصاية أجنبية أو إدارة خارجية، ونشدد على أن غزة جزء لا يتجزأ من الوطن الفلسطيني، وإدارتها يجب أن تكون بقرار فلسطيني وطني خالص».

 

مسار وطني موحّد بدعم مصري

البيان أكد أن الفصائل الثلاث تعمل بالتعاون مع مصر لعقد اجتماع وطني شامل يضم مختلف القوى الفلسطينية، بهدف بلورة رؤية سياسية موحدة للمرحلة المقبلة بعد وقف إطلاق النار في غزة.
وقال البيان إن الهدف من هذا الاجتماع هو «الشروع في مسار سياسي وطني موحد يعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية، ويضمن الشراكة الوطنية الحقيقية».

وبحسب مصادر فلسطينية تحدثت لوسائل إعلام عربية، فإن القاهرة تواصل اتصالات مكثفة مع مختلف القوى بما فيها حركة «فتح» والسلطة الفلسطينية في رام الله، من أجل صياغة تفاهمات مبدئية حول إدارة ما بعد الحرب، ودمج مؤسسات غزة في الإطار الفلسطيني العام، مع الحفاظ على خصوصية المقاومة وسلاحها في هذه المرحلة.

 


موقف منفتح تجاه الإعمار والمشاركة العربية

ورغم رفض الوصاية، أعربت الفصائل الثلاث عن استعدادها للانفتاح على أي دعم عربي أو دولي في مجالات إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي ودعم التنمية، شريطة أن يكون ذلك في إطار وطني خالص وتحت إشراف فلسطيني.
وجاء في البيان: «نرحب بالمشاركة العربية والدولية في إعادة إعمار القطاع، وندعو إلى حشد الطاقات لدعم شعبنا في هذه المرحلة الصعبة».

وتشير تصريحات قيادات فلسطينية إلى أن الحديث يجري حالياً عن تشكيل «هيئة وطنية لإعادة الإعمار» تضم ممثلين عن الفصائل والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، تعمل تحت إشراف حكومة فلسطينية توافقية يجري النقاش حول شكلها وصلاحياتها.

 


التزام بوقف النار وتحذير من الانحراف

الفصائل الثلاث أعربت عن تقديرها لجهود الوسطاء في مصر وقطر وتركيا، وكل الدول التي ساهمت في تثبيت وقف النار، لكنها دعت واشنطن والوسطاء الدوليين إلى ممارسة ضغط فعلي على إسرائيل «للالتزام الكامل ببنود اتفاق وقف الحرب في غزة وعدم الانحراف عنه».

وأكدت أن تنفيذ المرحلة الأولى من خطة وقف الحرب، والتي شملت انسحاباً جزئياً للقوات الإسرائيلية من شمال القطاع وإطلاق سراح دفعة من الأسرى، تمثل «خطوة نحو الوقف النهائي للحرب، ورفع الحصار الكامل عن غزة، وعودة النازحين إلى منازلهم».

 


تمسك بخيار المقاومة والدولة الفلسطينية

وجددت الفصائل الفلسطينية الثلاث تمسكها بخيار المقاومة حتى تحقيق كامل الحقوق الوطنية، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وجاء في البيان الختامي: «مقاومتنا ستستمر حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية وتقرير المصير، ورفض أي مشاريع انتقاصية أو حلول جزئية تبقي على الاحتلال».


صراع على إدارة ما بعد الحرب

يأتي هذا البيان في ظل نقاشات دولية مكثفة حول مستقبل إدارة قطاع غزة بعد الحرب، حيث تتباين المقترحات بين طرح أميركي لتشكيل إدارة عربية – دولية مؤقتة، ومقاربة فلسطينية – مصرية تدعو إلى حل وطني شامل يبدأ بإعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير.

وترى مصادر دبلوماسية أن البيان الأخير يوجّه رسالة واضحة إلى واشنطن وتل أبيب بأن أي محاولة لفرض ترتيبات خارجية على القطاع ستُقابل برفض شامل، بينما تبرز القاهرة مجدداً كوسيط رئيسي في صياغة التفاهمات المقبلة بين الفصائل، تمهيداً لإعادة بناء المشهد الفلسطيني الداخلي على أسس جديدة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8