تتسارع التحضيرات في إسرائيل لاستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في زيارة وُصفت بأنها الأهم منذ اندلاع الحرب على غزة، حيث كشفت وسائل إعلام عبرية عن وصول ست طائرات شحن عسكرية أمريكية إلى قاعدة جوية قرب تل أبيب استعداداً للزيارة المرتقبة.
ووفقاً لما نقلته القناة 12 الإسرائيلية، فإن الطائرات التي وصلت تُستخدم عادة للنقل الاستراتيجي والتكتيكي، وتشير طبيعتها إلى مشاركة لوجستية أمريكية كبيرة، قد تتجاوز الطابع البروتوكولي إلى دلالات أمنية وسياسية مرتبطة بمرحلة ما بعد اتفاق غزة.
وتزامناً مع هذه التحضيرات، تزينت شوارع القدس بالأعلام الأمريكية، في مشهد يذكّر بزيارات رؤساء أمريكيين سابقين في محطات مفصلية من الصراع العربي الإسرائيلي.
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصادر مطلعة أن ترامب سيصل صباح الاثنين إلى إسرائيل، حيث سيلقي خطاباً أمام الكنيست، يعلن خلاله – وفق تسريبات غير مؤكدة – دعمه الكامل لـ«اتفاق غزة للسلام»، الذي ترعاه كل من مصر وقطر وتركيا، بمشاركة أطراف إقليمية ودولية.
كما سيجتمع ترامب مع عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حركة «حماس»، في لقاء يوصف بأنه ذو رمزية داخلية، قبل أن يتوجه لاحقاً إلى مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والمشاركة في حفل توقيع الاتفاق.
وبحسب المصادر ذاتها، يُرجّح أن تُعقد القمة يوم الثلاثاء في شرم الشيخ، إلا أن هناك احتمالاً بنقلها إلى يوم الاثنين لتزامنها مع الزيارة الرسمية لترامب.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية استثنائية في ضوء تصاعد الحديث عن ترتيبات ما بعد الحرب في غزة، واحتمالات نشر قوات دولية في القطاع بإشراف أمريكي – إقليمي مشترك، ما يجعل حضور ترامب الشخصي بمثابة رسالة أمريكية واضحة لإعادة تثبيت دور واشنطن في صياغة المشهد الجديد للمنطقة.
تأتي زيارة ترامب بعد أسابيع من إعلان التوصل إلى «اتفاق غزة للسلام» بوساطة مصرية – قطرية، وبرعاية تركية، وسط أجواء من الترقب لما قد تحمله القمة المرتقبة من تفاهمات تتعلق بإعادة إعمار القطاع، وترتيبات الأمن الإقليمي، ومستقبل العلاقة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.