حماس: “لن نُسلّم سلاحنا إلا لدولة حرة.. وبلير لا مكان له بيننا

2025.10.11 - 12:53
Facebook Share
طباعة

في تطور لافت يعكس تحوّلاً في خطاب حركة «حماس» تجاه الإدارة الأميركية، وجّهت الحركة شكرها للرئيس الأميركي دونالد ترمب على «دوره الحاسم» في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، في الوقت الذي رفضت فيه بشكل قاطع أي دور لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في مستقبل غزة بعد الحرب، معتبرة أن له «تاريخاً دموياً» في المنطقة.
ويأتي هذا الموقف في وقت لا تزال فيه التساؤلات قائمة حول مستقبل القطاع، والمراحل المقبلة من خطة السلام التي رعتها واشنطن، ومدى استعداد «حماس» للتجاوب مع بنودها المتعلقة بتسليم السلاح.

 

في مقابلة مع شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، قال باسم نعيم، القيادي البارز في حركة «حماس»، إن التوصل إلى وقف إطلاق النار ما كان ليحدث «لولا التدخل الشخصي للرئيس ترمب»، مشيراً إلى أن الحركة «تقدّر جهوده وضغوطه المباشرة على إسرائيل» التي أسفرت عن إنهاء العمليات العسكرية.

وأضاف نعيم أن الحركة «تأمل في استمرار الضغط الأميركي على حكومة بنيامين نتنياهو لضمان تنفيذ الاتفاق»، مؤكداً أن أي تراجع أو مماطلة من الجانب الإسرائيلي «قد تعيد الأمور إلى مربع الصراع».

وقال نعيم: «من دون تدخل الرئيس ترمب لم تكن الحرب لتتوقف. لذلك نحن نشكره على جهوده الشخصية وضغطه على إسرائيل لوقف المجازر وسفك الدماء».
لكنه شدد على أن الدور الأميركي يجب ألا يتوقف عند إعلان الهدنة، بل أن يمتد إلى ضمان التزام إسرائيل بالقانون الدولي، بوصفها «قوة احتلال تتحمل المسؤولية عن جرائم الحرب ضد الفلسطينيين».

وأشار القيادي في «حماس» إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة التي هدد فيها باستئناف القتال «تُظهر أن احتمالات التصعيد لا تزال قائمة»، ما لم يُمارس ضغط جدي على تل أبيب.

 

خطة السلام ودور بلير المرفوض

وبحسب بنود الاتفاق الذي توسط فيه ترمب، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مساء الجمعة، بوصفه «المرحلة الأولى من خطة سلام شاملة» تشمل وقفاً طويل الأمد للعمليات العسكرية، وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من غزة، يليها بحث في ترتيبات الحكم والإعمار.

لكن ما يثير الجدل في الخطة، هو الدور المقترح لتوني بلير ضمن هيئة دولية رقابية تُعرف باسم «مجلس السلام»، ستشرف على إدارة غزة في المرحلة الانتقالية بدعم من الحكومة الإسرائيلية.

وهنا، عبّر باسم نعيم عن رفض الحركة القاطع لتعيين بلير في أي دور سياسي أو إداري داخل القطاع، قائلاً:
«بلير شخصية مرفوضة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، لما له من تاريخ أسود في الحروب على العراق وأفغانستان، وتورطه في قرارات أودت بحياة ملايين المدنيين الأبرياء».

وأضاف: «نحن لا ننسى ما فعله بلير، ولا يمكن أن نأتمنه على مستقبل غزة أو على أي دور في الإشراف على شعبنا الذي ما زال يعاني من آثار العدوان».

 

موقف حماس من السلاح

أما بشأن قضية سلاح المقاومة، وهي إحدى النقاط الجوهرية في خطة ترمب، فقد أكد نعيم أن «حماس» لن تسلّم سلاحها إلا في إطار قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، موضحاً أن «هذا السلاح هو حق مشروع للدفاع عن الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال».

وقال: «نحن لسنا ضد فكرة الدولة أو توحيد القوى الفلسطينية في جيش وطني، ولكن لن ننزع سلاحنا إلا عندما تكون هناك دولة فلسطينية حقيقية يمكن أن يُدمج مقاتلونا في جيشها».

وأشار إلى أن «الحديث عن نزع السلاح في ظل الاحتلال أمر غير منطقي»، مضيفاً: «لا يحق لأحد أن يسلبنا حقنا في المقاومة، فهذا الحق مكفول بالقانون الدولي».

 


مواقف «حماس» الأخيرة تعكس مزيجاً من البراغماتية السياسية والتمسك بالثوابت الوطنية؛ فهي من جهة تُظهر انفتاحاً غير مسبوق على الوساطة الأميركية عبر شكر ترمب علناً، ومن جهة أخرى ترفض أي تدخل بريطاني أو إسرائيلي الطابع في صياغة مستقبل غزة.

ومع بقاء تفاصيل «خطة ترمب» غامضة، خصوصاً بشأن آليات الحكم في غزة ومصير سلاح الفصائل، يبدو أن المشهد الفلسطيني مقبل على مرحلة حساسة قد تحدد ملامح ما بعد الحرب، بين محاولة فرض ترتيبات أمنية جديدة، وسعي «حماس» للحفاظ على موقعها العسكري والسياسي في معادلة ما بعد وقف النار. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7