قسد تعود إلى كنف الدولة.. أولى خطوات الاندماج في الجيش السوري

2025.10.11 - 11:51
Facebook Share
طباعة

في تطور لافت على الساحة السورية، أعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي أن وفداً من اللجنة العسكرية التابعة للقوات سيزور دمشق خلال الأيام المقبلة لبحث آلية الاندماج في صفوف الجيش السوري، في خطوة اعتبرها مراقبون تحولاً جوهرياً في العلاقة بين الجانبين بعد سنوات من التوتر والمواجهات المتقطعة.

وقال عبدي، خلال كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس "قسد"، إن اللجنة العسكرية تستعد للتوجه إلى العاصمة السورية "قريباً لمناقشة كيفية الاندماج ضمن الجيش السوري"، مشيراً إلى أن وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للقوات ستواصل قتال تنظيم "داعش" في عموم البلاد.

ويأتي هذا الإعلان بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بين الجيش السوري وقوات "قسد"، وذلك عقب لقاء جمعه بمظلوم عبدي في دمشق. وقال أبو قصرة عبر منصة "أكس": "اتفقنا على وقف شامل لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ التنفيذ فوراً".

الاتفاق جاء بعد اشتباكات عنيفة شهدتها مدينة حلب، تحديداً في حيي الأشرفية والشيخ مقصود، بين وحدات تابعة لـ"قسد" وعناصر من الجيش السوري، ما أعاد التوتر إلى الواجهة قبل أن تتدخل وساطات سياسية وعسكرية لإنهاء المواجهات.

زيارة وفد "قسد" إلى دمشق تمثل اختباراً حقيقياً لمسار إعادة دمج القوات الكردية في المنظومة العسكرية السورية، وسط حديث عن تفاهمات أولية برعاية روسية تهدف إلى توحيد الجهود ضد التنظيمات المتطرفة، وتخفيف النفوذ الأميركي في مناطق شرق الفرات.

في المقابل، تبقى ملفات الحكم الذاتي والإدارة المحلية والانتشار العسكري في شمال شرق البلاد من أبرز النقاط العالقة بين الطرفين، حيث تطالب "قسد" بضمانات سياسية وإدارية قبل أي عملية دمج أو إعادة انتشار.

وبينما تتجه الأنظار إلى دمشق ترقباً لمخرجات اللقاء المرتقب، يبدو أن العلاقة بين الجيش السوري و"قسد" تدخل مرحلة جديدة قد تعيد رسم خريطة النفوذ في شمال سوريا، وتفتح الباب أمام تسويات أوسع تضمن وحدة القرار العسكري والسياسي في البلاد.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5