توتر على الحدود: اعتقالات إسرائيلية في القنيطرة

2025.10.11 - 10:37
Facebook Share
طباعة

 شهد ريف القنيطرة الجنوبي، اليوم الخميس 10 تشرين الأول، توترًا جديدًا بعد قيام قوة تابعة للجيش الإسرائيلي باعتقال خمسة مدنيين سوريين قرب بلدة صيدا الحانوت، الواقعة بمحاذاة خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل.

وفق المعلومات المتداولة، فإن الدورية الإسرائيلية التي ضمت ثلاث آليات عسكرية، أوقفت اثنين من رعاة الأغنام أثناء تواجدهم على مقربة من الشريط الحدودي، قبل أن تعتقل ثلاثة مزارعين كانوا يمرّون بسيارتهم في المنطقة ذاتها. وجرى توقيفهم على مسافة لا تتجاوز 300 متر من نقطة مراقبة تابعة لقوات الأمم المتحدة العاملة في الجولان (الأندوف).

الجنود الإسرائيليون برّروا الاعتقال بما وصفوه "تجاوز الخط الأحمر"، وهو الخط الفاصل بين الأراضي السورية والمناطق التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. وتم اقتياد المدنيين إلى جهة مجهولة، وسط حالة من القلق في صفوف الأهالي، ولا سيما أن المنطقة شهدت حوادث مشابهة خلال الأشهر الماضية، غالبًا ما يُفرج فيها عن المحتجزين بعد ساعات من التحقيق. وبعد ساعات من الاحتجاز والتحقيق، تم الإفراج عن المدنيين، ما أعادهم إلى منازلهم، رغم استمرار شعورهم بالتوتر والخوف نتيجة تواتر مثل هذه الحوادث المتكررة في المنطقة.


وتأتي الحادثة في سياق تصاعد التوترات الميدانية على طول الشريط الحدودي في القنيطرة، حيث نفّذ الجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة عدة عمليات توغل محدودة داخل الأراضي السورية. ففي أواخر أيلول الماضي، دخلت قوة مؤلفة من ست آليات إلى قرية صيدا الجولان، وداهمت عدداً من المنازل دون تنفيذ اعتقالات، قبل أن تنسحب بعد ساعة من التوغل.

كما شهد تل الأحمر الشرقي في الثامن عشر من الشهر نفسه توغلاً مماثلاً، تخلله قيام آليات إسرائيلية بأعمال حفر وتجريف ورفع سواتر ترابية في محيط قرية كودنة، ما اعتُبر خطوة لتعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي قرب المنطقة منزوعة السلاح.


وتشير تقارير ميدانية إلى أن إسرائيل كثّفت وجودها العسكري جنوب سوريا منذ مطلع العام، حيث أنشأت نحو تسع قواعد عسكرية موزعة بين القنيطرة ودرعا، تمتد من قمة جبل الشيخ شمالًا حتى حوض اليرموك جنوبًا. وتضم بعض هذه القواعد تجهيزات متطورة ومهابط لطائرات مروحية، إضافة إلى شبكة طرق عسكرية تربط المواقع ببعضها داخل المنطقة العازلة.


ويرى مراقبون أن هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى مراقبة العمق السوري ومنع أي نشاط عسكري قرب حدود الجولان المحتل، بينما يعبّر سكان القرى القريبة عن مخاوف متزايدة من تأثير هذه التوغلات المتكررة على أمنهم وأرزاقهم، خصوصًا أن المنطقة تعتمد بشكل كبير على الزراعة والرعي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 1