بيروت ودمشق تفتحان صفحة جديدة.. انفراجة في ملف الموقوفين السوريين وتعاون أمني غير مسبوق

2025.10.10 - 03:55
Facebook Share
طباعة

في تطور لافت يعكس دفئاً متجدداً في العلاقات اللبنانية–السورية، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني من بيروت، عقب لقائه رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، عن تقدم قريب في ملف الموقوفين السوريين داخل السجون اللبنانية، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاوناً أوسع بين البلدين على المستويين الأمني والاقتصادي.

 


أكد الوزير الشيباني أن زيارته إلى بيروت تعد "تاريخية" وتشكل محطة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين، موضحاً أن المباحثات مع المسؤولين اللبنانيين تناولت تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بما يخدم استقرار لبنان وسوريا ومصالحهما المشتركة.

وأشار الشيباني إلى أن اللقاء ركّز بشكل خاص على ملف الموقوفين السوريين في سجن رومية، الذي يعتبر من أكثر الملفات حساسية بين الجانبين، موضحاً أنه تم الاتفاق على ضرورة تسريع معالجة هذا الملف الإنساني من خلال تنسيق مباشر بين وزارتي العدل والداخلية في البلدين، وأن نتائج ملموسة ستظهر قريباً.

كما تناولت المباحثات قضية ضبط الحدود المشتركة ومنع أي أنشطة غير شرعية تؤثر على أمن البلدين، وأكد الوزير أن المرحلة المقبلة ستشهد تبادلاً للمعلومات بين الأجهزة الأمنية، بما يعزز الثقة المتبادلة ويحدّ من التهريب وتسلل العناصر المسلحة.

وفي الجانب الاقتصادي، أعلن الشيباني عن اتفاق مبدئي على تفعيل اللجان التجارية المشتركة، ووضع آليات عملية لزيادة حجم التبادل التجاري، معرباً عن أمله في أن تشهد المرحلة المقبلة زيارات رسمية متبادلة بين دمشق وبيروت لإعادة العلاقات إلى "مسارها الطبيعي بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين".

 


يُعد ملف السجناء السوريين في السجون اللبنانية أحد أبرز العقبات في العلاقات الثنائية، إذ يضم مئات الموقوفين بتهم مختلفة، منها الدخول غير الشرعي والمشاركة في أنشطة مسلحة أو الانتماء إلى مجموعات إرهابية. وتطالب دمشق منذ سنوات بحلّ هذا الملف بشكل قانوني وإنساني، في ظل الاكتظاظ الكبير في السجون اللبنانية وتعقيدات الإجراءات القضائية.

في المقابل، تولي سوريا اهتماماً بعدد من الملفات القضائية اللبنانية التي تمسّ شخصيات تورطت في النزاع السوري، مثل أحمد الأسير الذي قاد مواجهات مسلحة ضد الجيش اللبناني عام 2013، وفضل شاكر الذي انضمّ إلى مجموعة الأسير قبل أن يسلم نفسه مؤخراً.

 


تعكس زيارة الشيباني إلى بيروت وما تبعها من تصريحات إيجابية رغبة متبادلة في طي صفحة التوتر وفتح مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، لا سيما في ظل الأزمات المتشابكة التي يواجهها كل من لبنان وسوريا. ويرى مراقبون أن ملف الموقوفين السوريين قد يشكل اختباراً حقيقياً لجدية هذا التقارب، ومدى قدرة الجانبين على تحويل النوايا السياسية إلى خطوات عملية تعيد الثقة بينهما.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10