نتنياهو: القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة والمعركة لم تنتهِِ

2025.10.10 - 02:52
Facebook Share
طباعة

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ ظهر اليوم الجمعة، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطاب متلفز أعاد فيه تأكيد موقفه المتشدد تجاه قطاع غزة وحركة حماس، رغم الأجواء التي بدت للوهلة الأولى وكأنها بداية لانفراج نسبي في واحدة من أطول الحروب التي شهدها القطاع.

نتنياهو أعلن في كلمته أن "القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة للضغط على حماس حتى تلقي سلاحها"، مشيراً إلى أنه "نفذ وعده بعودة كل الرهائن"، في إشارة إلى المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية وأميركية، بمشاركة تركية.

وأكد نتنياهو أنه نجح – حسب قوله – في "كسر المحور الإيراني الذي تعتبر حماس جزءاً منه"، مضيفاً أن إسرائيل "مارست ضغطاً عسكرياً وسياسياً كبيراً على حماس حتى قبلت بالاتفاق". كما شدد على أنه رفض "الضغوط الداخلية والخارجية" التي حاولت منعه من توسيع العمليات ضد أكثر من جبهة، قائلاً: "رفضت كل الضغوط أمام اغتيال قادة حزب الله وحماس وإيران."

"المعركة لم تنتهِ"

رغم إعلان الهدنة، أكد نتنياهو أن إسرائيل لا تعتبر الحرب منتهية بعد، مشيراً إلى أن هناك "تحديات كبيرة في المنطقة"، وأن الهدف النهائي هو أن تصبح غزة "منزوعة السلاح بالكامل".
وأضاف أن حماس وافقت على الصفقة فقط "حينما أحست أن الخناق يضيق عليها"، معتبراً أن حكومته نجحت في "نزع كل الأوراق من يد الحركة".

عودة مشهد النزوح العكسي

ميدانياً، ومع بدء سريان وقف إطلاق النار عند الساعة الثانية عشرة ظهراً بالتوقيت المحلي، بدأ آلاف الفلسطينيين بالتحرك من جنوب القطاع نحو شماله عبر الطريق الساحلية، بعد عامين من التهجير الإجباري.
مشاهد الطوابير الطويلة من الرجال والنساء والأطفال حملت رمزية مؤلمة، إذ أعادت إلى الأذهان صور النزوح الأولى من الشمال إلى الجنوب، لكن هذه المرة في الاتجاه المعاكس، وسط تحذيرات من الجيش الإسرائيلي من الاقتراب من مناطق العمليات مثل بيت حانون، بيت لاهيا، الشجاعية، محور فيلادلفي، ومعبر رفح.

هدنة مؤقتة أم محطة انتقالية؟

الهدنة التي أعلنها الجيش الإسرائيلي بعد مصادقة الحكومة فجر اليوم، تأتي بعد مفاوضات ماراثونية في مدينة شرم الشيخ استمرت لأيام، برعاية مصرية مباشرة، وبمشاركة قطر والولايات المتحدة وتركيا.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأربعاء أن الاتفاق يمثل "المرحلة الأولى من خطة أوسع" تشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار وتبادل الأسرى وانسحاباً تدريجياً للقوات من القطاع.

لكن تصريحات نتنياهو اليوم بدت وكأنها رسالة مزدوجة: من جهة تأكيد الالتزام بالاتفاق كإطار مؤقت، ومن جهة أخرى إصرار على استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة كأداة "للضغط على حماس" – وهو ما يثير تساؤلات حول مدى واقعية الحديث عن وقف شامل للحرب.

بين هدنة هشة واستراتيجية مفتوحة

بينما يرحب الفلسطينيون بوقف إطلاق النار بعد حرب استمرت عامين وأدت إلى دمار غير مسبوق، يبدو أن إسرائيل تسعى لتحويل الهدنة إلى ورقة ضغط سياسية جديدة.

وفي ضوء تصريحات نتنياهو، يبقى المشهد مفتوحاً على احتمالات عدة: فإما أن تكون هذه الهدنة بداية لمسار سياسي طويل نحو تهدئة دائمة، أو مجرد استراحة مؤقتة ضمن صراع إقليمي أكبر عنوانه المواجهة مع إيران ومحورها في المنطقة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5