تركيا تجهز جيشها لدخول غزة ضمن قوة دولية لحفظ السلام

2025.10.10 - 02:15
Facebook Share
طباعة

في خطوة تكشف عن طموح تركي لاستعادة موقعها الإقليمي كلاعب فاعل في ملفات الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الدفاع التركية استعداد قواتها للمشاركة في أي مهمة لحفظ السلام في قطاع غزة، بالتزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» حيّز التنفيذ خلال الساعات المقبلة.

 

أكدت وزارة الدفاع التركية، اليوم الجمعة، أن القوات المسلحة التركية «مستعدة لتولي أي مهمة تُكلّف بها» ضمن عملية لحفظ السلام في غزة، مشيرة إلى أن الجيش التركي يمتلك «خبرة واسعة في فرض وحفظ السلام» عبر مشاركاته السابقة في البوسنة وأفغانستان وقبرص ولبنان.

ويأتي الموقف التركي بعد ساعات من إعلان الرئيس رجب طيب إردوغان رغبة بلاده في أن تكون جزءاً من أي بعثة دولية لمراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس»، وهو الاتفاق الذي أقرّته الحكومة الإسرائيلية فجر الجمعة، تمهيداً لوقف شامل للأعمال القتالية خلال 24 ساعة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين خلال 72 ساعة.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان كشف، في تصريحات من باريس، أن «فريقاً رباعياً» يضم الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر سيضطلع بدور الميسّر لمتابعة تنفيذ تفاصيل الاتفاق والتباحث بشأنها مع الطرفين، مؤكداً أن الدول الأربع ستؤدي دور «الوسطاء» بين إسرائيل و«حماس».

وتشير هذه التصريحات إلى تنسيق متزايد بين أنقرة والقاهرة والدوحة وواشنطن في إطار ترتيبات ما بعد الحرب في غزة، خاصةً في ما يتعلق بآليات المراقبة والإشراف على الهدنة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعاني دماراً واسعاً ونزوحاً داخلياً غير مسبوق.

في المقابل، أعلن القيادي في حركة «حماس» خليل الحية أن الحركة تسلمت «ضمانات من الوسطاء ومن الإدارة الأميركية تؤكد أن الحرب انتهت بشكل تام»، في إشارة إلى تفاهمات أوسع تتجاوز وقف النار نحو ترتيبات سياسية وأمنية طويلة الأمد.

 


يأتي التحرك التركي في لحظة حساسة يسعى فيها إردوغان إلى استعادة نفوذ بلاده في الملف الفلسطيني بعد سنوات من التوتر مع إسرائيل، وفي ظل تحولات إقليمية تشهد إعادة تموضع للقوى الفاعلة، من مصر إلى قطر وإيران.


أنقرة تراهن على المشاركة في بعثة حفظ السلام كوسيلة لتكريس حضورها الميداني في شرق المتوسط، وربط دورها الأمني بمسار سياسي جديد في غزة، خصوصاً في حال التوصل إلى ترتيبات إدارة انتقالية للقطاع بإشراف دولي أو عربي مشترك.

كما أن قبول إسرائيل ضمنياً بإشراف رباعي يشمل تركيا قد يشكّل مؤشراً على انفتاح مرحلي، في ظل الضغوط الأميركية على تل أبيب لقبول ترتيبات ما بعد الحرب، تجنباً لانهيار الوضع الإنساني وتجدّد المواجهات.

 

يبقى السؤال الأساسي ما إذا كان الانخراط التركي سيقتصر على الدور الدبلوماسي واللوجستي، أم سيتطور إلى وجود عسكري مباشر ضمن قوة مراقبة دولية في غزة، وهو احتمال يفتح الباب أمام مشهد إقليمي جديد يعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط بعد عام من الحرب الأكثر دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 2