الطريق إلى ما بعد الحرب.. القاهرة تستضيف حوار الحسم حول غزة وسلاح المقاومة

2025.10.10 - 01:38
Facebook Share
طباعة

تتهيأ العاصمة المصرية القاهرة لاستضافة مؤتمر فلسطيني شامل خلال الأيام المقبلة، يجمع مختلف الفصائل، وعلى رأسها حركتا فتح وحماس، في محاولة لصياغة رؤية موحدة لمستقبل قطاع غزة بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ولبحث ترتيبات "اليوم التالي" للحرب التي أنهكت القطاع وأعادت فتح ملف الانقسام الفلسطيني من جديد.

القاهرة مركز الحوار الفلسطيني

مصادر فلسطينية أكدت لـ"العربية.نت" أن القاهرة أنهت بالفعل الترتيبات الأولية لعقد الحوار الوطني، الذي سيشمل غالبية الفصائل الفلسطينية دون استثناء، سعياً لتحديد ملامح إدارة القطاع، ووضع أسس لإنهاء الانقسام الممتد منذ عام 2007، إلى جانب بحث مستقبل منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة تفعيل مؤسساتها بما يتلاءم مع المرحلة المقبلة.

ووفق تلك المصادر، فإن المؤتمر سيبحث تشكيل هيئة إدارية مدنية لإدارة غزة، وتحسين الأوضاع الإنسانية والخدمية، بالتوازي مع نقاشات حول إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية واستعادة دورها في القطاع ضمن رؤية وطنية توافقية.

حماس: الحوار الشامل ضرورة وطنية

بدورها، أكدت حركة حماس على لسان عضو مكتبها السياسي حسام بدران، أن الحركة حريصة على حوار وطني شامل برعاية مصرية، يضمن وحدة الموقف الفلسطيني في كل القرارات المتعلقة بوقف الحرب وإعادة الإعمار، مشددة على أن أي خطوة مستقبلية يجب أن تعبّر عن إرادة جميع الفصائل والنخب والشعب الفلسطيني.

هيئة غزة وملف السلاح

في المقابل، كشف اللواء محمد المصري، رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية، أن النقاش حول تشكيل الهيئة التي ستدير غزة "حُسم مبدئياً"، مشيراً إلى وجود 15 اسماً من التكنوقراط المقيمين داخل القطاع سيشكلون نواة تلك الهيئة، بإشراف نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة ماجد أبو رمضان.

وأضاف المصري أن ملف سلاح حماس طُرح ضمن تحرك دبلوماسي عربي ودولي أوسع، شاركت فيه 22 دولة بينها تركيا وقطر، مشيراً إلى أن هناك مقترحات لتجميد السلاح أو وضعه في مستودعات تحت إشراف مصري أو عربي، أو بآلية رقابة فلسطينية – عربية مشتركة، دون أن يتم التوصل إلى صيغة نهائية بعد.

خريطة طريق فلسطينية

وفي سياق متصل، أوضح المصري أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع خريطة طريق للمرحلة المقبلة، تتضمن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال عام من وقف الحرب، على أن يلتزم المرشحون بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وبالقرارات الدولية، باعتبار أن الاعتراف الدولي لا يحتمل مواقف انتقائية أو مجتزأة.

وأكد المصري أن الموقف العربي لا يزال داعماً للشرعية الفلسطينية الممثلة في السلطة الوطنية ورئيسها محمود عباس، مشيراً إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية من دول كالسعودية وفرنسا وبريطانيا وأستراليا يمنح السلطة زخماً سياسياً جديداً ويقوي موقعها في المشهد الإقليمي والدولي.

رؤية عربية وترتيبات أمنية

من جانبه، قال الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، إن مؤتمر القاهرة سيناقش كذلك تفاصيل الخطة الأميركية للمرحلة المقبلة، والتي تشمل الانسحاب الإسرائيلي من غزة، ومصير سلاح الفصائل، مؤكداً أن "هناك رؤية عربية تميل لوضع السلاح كعهدة تحت إشراف فلسطيني – عربي مشترك".

وأشار عوض إلى أن الخطة تتضمن أيضاً تشكيل شرطة فلسطينية لتولي الأمن داخل القطاع، بإشراف عربي ودولي، لافتاً إلى أن القاهرة بدأت بالفعل في تدريب عناصر هذه القوة، وأن حماس لا تمانع مناقشة تسليم السلاح لجهة فلسطينية موثوقة ضمن تفاهم وطني شامل.

الدور المصري والغطاء العربي

ويرى المراقبون أن انعقاد المؤتمر في القاهرة يعكس الثقة العربية والدولية بالدور المصري، خصوصاً بعد نجاحها في الوساطة بين حماس وإسرائيل للوصول إلى اتفاق وقف النار الأخير، الذي أعلن مساء الأربعاء من شرم الشيخ بمشاركة قطر والولايات المتحدة وتركيا.

ويُتوقع أن يشكل المؤتمر محطة حاسمة في بلورة رؤية فلسطينية موحدة لمستقبل القطاع، وأن يحدد طبيعة الإدارة المدنية والأمنية في غزة، وسط دعم عربي واسع لمسار التسوية وضمانات أميركية وأوروبية باستمرار جهود إعادة الإعمار ورفع الحصار.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4