الجنوب اللبناني: هل تتحول أنفاقه إلى ثروة نبيذ؟

2025.10.09 - 08:53
Facebook Share
طباعة

أثار إعلان النائب اللبناني عن اقتراحه بتحويل الأنفاق المكتشفة في الجنوب إلى مرافق لتعتيق النبيذ اهتمامًا واسعًا، إذ يفتح النقاش حول إمكانية استثمار المواقع العسكرية القديمة في مشاريع اقتصادية وسياحية.
الفكرة، كما أشار النائب عبد المسيح، مستوحاة من تجربة Milestii Mici في مولدوفا، حيث تحولت أنفاق عسكرية من الحرب العالمية الثانية إلى أكبر أقبية نبيذ في العالم، تضم أكثر من مليون ونصف زجاجة، أقدمها يعود لعام 1968.

الفكرة تحمل أبعادًا متعددة؛ أولها اقتصادي، إذ يمكن أن تشكل هذه الأقبية مصدر دخل إضافي للقطاع الزراعي والنبيذي في لبنان، وتزيد من فرص السياحة المتخصصة، بما فيها السياحة الثقافية والبيئية. كما يمكن أن تعزز الصناعات المرتبطة بالنبيذ مثل التعبئة والتغليف، التجارة المحلية، وتنظيم الفعاليات والمهرجانات التي تستقطب الزوار المحليين والدوليين.

البعد الثقافي والاجتماعي للفكرة أيضًا بارز، إذ يعكس تحويل مواقع كانت مخصصة للصراعات العسكرية إلى مرافق إنتاجية رمزًا للتغيير الإيجابي، ولقدرة المجتمع على تحويل الإرث التاريخي المليء بالصراعات إلى فرصة للتنمية المستدامة، كما يمكن أن يُشكل المشروع مثالًا على الاستخدام الحكيم للموارد التاريخية والبيئية، مع الحفاظ على البنية التحتية للأنفاق دون الإضرار بالمناطق المحيطة أو البيئة المحلية.

مع ذلك، تطرح هذه الفكرة تحديات عدة، أبرزها الحاجة إلى دراسة السلامة والتراخيص الرسمية، وتقييم البنية التحتية للأنفاق قبل تحويلها إلى مرافق تخزين النبيذ، مع ضمان ألا تُستغل هذه المواقع لأغراض غير مشروعة، وأن يتم التنسيق مع الجيش اللبناني والسلطات المحلية لتحديد حدود الاستخدام كما يحتاج المشروع إلى تمويل أولي واستثمارات في تهيئة الأنفاق بما يتوافق مع المعايير الصحية والفنية المطلوبة لتعتيق النبيذ على المدى الطويل.

يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى جاهزية الدولة اللبنانية والمجتمع المحلي لتبني مشاريع من هذا النوع، والتي قد تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار الثقافي والسياحي، بينما تعكس قدرة لبنان على تحويل التحديات التاريخية والجغرافية إلى فرص اقتصادية وإبداعية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 7