حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من احتمال توقف المساعدات الغذائية إلى سوريا اعتباراً من مطلع عام 2026، في حال لم يتم تأمين تمويل عاجل بقيمة 84 مليون دولار أميركي. ويُعد هذا التمويل ضرورياً لتغطية احتياجات الأشهر الستة الممتدة من تشرين الأول 2025 إلى آذار 2026، بحسب ما أشار البرنامج في بيان رسمي.
تداعيات محتملة على الأمن الغذائي:
أوضح البرنامج أن عدم توفير التمويل قبل كانون الأول المقبل سيؤدي إلى انقطاعات حادة في الإمدادات الغذائية، بما في ذلك مشروع الخبز المدعوم الذي يستفيد منه نحو مليوني شخص. ويشدد على أن توقف هذه المساعدات قد يزيد من حدة الجوع، ويفاقم التوترات الاجتماعية، ويهدد استقرار المناطق التي تعود إليها أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، كما سيؤثر سلباً على جهود التعافي الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
حجم الدعم الحالي:
يشير برنامج الأغذية العالمي إلى أنه يقدم دعماً شهرياً لنحو 3.5 ملايين شخص داخل سوريا، بينهم 1.2 مليون يتلقون مساعدات غذائية طارئة، بينما يحصل نحو مليوني سوري على الخبز بأسعار مدعومة ضمن مشروعات البرنامج. ويعتبر هذا الدعم أساسياً لضمان الأمن الغذائي في مناطق عدة تواجه نقصاً متزايداً في الغذاء بسبب الصراعات المستمرة وتدهور الاقتصاد المحلي.
مناطق أكثر هشاشة:
كشفت دراسة حديثة أجراها البرنامج عن تدهور حاد في الأمن الغذائي بمحافظة السويداء، نتيجة تصاعد أعمال العنف خلال الأشهر الأخيرة. ويشير التقرير إلى أن العجز المالي الحالي يضعف قدرة البرنامج على الاستجابة لمثل هذه الحالات الطارئة، ما يفاقم هشاشة المجتمعات المحلية ويهدد استقرارها.
التحديات والفرص المستقبلية:
تؤكد الأمم المتحدة على أن استمرار التمويل العاجل سيتيح للبرنامج توسيع نطاق عملياته واستهداف المزيد من الأسر السورية المحتاجة، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي وحماية الفئات الضعيفة. وفي المقابل، فإن أي تأخير في التمويل قد يضاعف المخاطر الاجتماعية والاقتصادية ويزيد من الضغوط على السكان المتضررين من سنوات الصراع.