المشفى العسكري في دير الزور: مأساة بلا رقابة

2025.10.07 - 05:00
Facebook Share
طباعة

تشهد مدينة دير الزور تفاقمًا حادًا في واقع الخدمات الطبية، خصوصًا في المشفى العسكري الذي يُفترض أن يكون أحد أهم المراكز الصحية في المحافظة. واقع المشفى يظهر فوضى إدارية وسوء تنظيم وغياب كامل للرقابة، ما يضع حياة المرضى تحت تهديد دائم ويجعل الحاجة إلى رعاية طبية عاجلة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى

نقص الكادر الطبي وتأثيره على المرضى

يواجه المشفى العسكري نقصًا حادًا في الأطباء والممرضين، بينما تعطل الأجهزة الأساسية يضاعف معاناة المرضى. الحالات الطارئة غالبًا ما تضطر للانتظار لساعات طويلة قبل الحصول على أي رعاية، في حين يعاني المرضى من أساليب التعامل غير المهنية من بعض العاملين في المشفى

شكاوى الأهالي من سوء الخدمة والتمييز:

تروي شهادات الأهالي مواقف مأساوية تعكس التدهور المستمر داخل المشفى. مواطنون اضطروا لشراء مستلزمات طبية من خارج المشفى لتوفير العلاج لأبنائهم أو زوجاتهم، كما شهد آخرون تأخر وصول الأطباء أو عدم توفر أدوية ضرورية مما يزيد خطر مضاعفات الحالات الطبية

تأثير الفوضى الإدارية والفساد على الرعاية الصحية:

انتشار المحسوبيات والواسطات داخل المشفى يؤثر بشكل مباشر على إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية المتكافئة. المرضى الذين لا يمتلكون القدرة على الدفع أو الحصول على وساطة قد يبقون دون علاج في الممرات أو تحت تهديد مضاعفات صحية خطيرة

الحاجة إلى إصلاح شامل:

يؤكد الواقع الصحي في دير الزور على ضرورة إعادة هيكلة المشفى العسكري بشكل كامل، بدءًا من تعزيز الكادر الطبي إلى تحديث الأجهزة ومراقبة جودة الخدمات. كما يستدعي الوضع وجود رقابة فعالة تمنع المحسوبيات وتضمن توفير الرعاية الطبية لجميع المواطنين دون تمييز

السياق الأوسع: بنية تحتية مدمرة وحاجة ملحة للتدخل

مدينة دير الزور تعاني منذ سنوات من دمار يقدر بنحو 80 بالمئة من بنيتها التحتية نتيجة الحرب، ما يزيد الضغوط على المرافق الصحية ويجعل إصلاحها ضرورة قصوى. تحسين القطاع الصحي في المدينة لا يعني مجرد معالجة المشفى العسكري، بل حماية حياة الأهالي وضمان قدرتهم على الصمود في بيئتهم المدمرة 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 8