مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي: تحدٍ جديد لقطاع الطاقة في لبنان

2025.10.06 - 06:11
Facebook Share
طباعة

مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي عالمياً، يرتفع الطلب على الطاقة الكهربائية بشكل كبير، خصوصاً في مراكز البيانات التي تدير شبكات الإنترنت والتطبيقات الذكية. وفق خبراء فإن استهلاك كهرباء مركز بيانات واحد يمكن أن يوازي استهلاك مدينة كاملة مثل بيروت، ما يجعل هذه المراكز محور الضغط على شبكات الكهرباء التقليدية ويزيد من الحاجة إلى مصادر طاقة موثوقة ومستدامة.

تتضاعف المشكلة مع توسع استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، من الرسائل الإلكترونية إلى البحث عبر الإنترنت، ما يفرض بناء مزيد من مراكز البيانات لتلبية الطلب المتزايد. في أوروبا، استجابت الشركات لهذا الضغط بتقليل حجم الرسائل الإلكترونية وعددها، وتطوير أساليب أكثر كفاءة لإدارة البيانات، بهدف الحد من الاستهلاك، ما يوضح أن التكنولوجيا الحديثة، رغم فوائدها، تفرض تحديات كبيرة على البنية التحتية للطاقة.

إضافة إلى ذلك، يساهم إنتاج الهيدروجين الأخضر (Green Hydrogen) المستخرج من المياه في زيادة الطلب على الكهرباء، إذ تتطلب العملية الكيميائية طاقة كبيرة لتشغيلها. ويُستخدم الهيدروجين الأخضر كبديل للغاز الطبيعي لتشغيل الماكينات وتوليد الكهرباء، بما في ذلك السيارات الحديثة، ما يزيد من الضغط على مصادر الطاقة التقليدية ويطرح تحديًا إضافيًا على الدول التي تسعى للحفاظ على استقرار الطاقة.

في لبنان، تواجه الحكومة تحديًا مزدوجًا: قطاع كهرباء منهك وشح في الوقود، وفي الوقت ذاته تزايد الطلب على الكهرباء نتيجة التطورات التكنولوجية. يمثل هذا الواقع فرصة للبنان لتبني سياسات كفاءة الطاقة، تحسين إدارة مراكز البيانات، وتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بما يحد من الاستنزاف الطاقي، تمامًا كما فعلت بعض الدول الأوروبية.

يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن بيروت من تبني استراتيجيات فعّالة لتقليل الضغط على الكهرباء، وضمان استمرارية تشغيل الخدمات الحيوية، أم أن لبنان سيواجه أزمة طاقة جديدة نتيجة زيادة الطلب التكنولوجي؟ في ظل هذه المعطيات، يبدو أن اتخاذ خطوات فورية نحو إدارة الاستهلاك والكفاءة الطاقية أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8