في تطور سياسي أثار جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة، شكّكت نائبة الرئيس الأمريكي السابقة كامالا هاريس في شرعية فوز الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت عام 2024.
وجاءت تصريحات هاريس خلال كلمة ألقتها في ولاية تكساس، حيث قالت: "كان هذا أصغر هامش فوز في تاريخ الانتخابات الرئاسية. إنه لا يملك تفويضاً، هذا ليس تفويضاً حقيقياً"، في إشارة إلى أن النتيجة لا تعكس إرادة الأغلبية الأمريكية.
وكان الرئيس السابق جو بايدن قد انسحب من السباق الرئاسي في يوليو 2024 بعد أدائه الضعيف في المناظرات المتلفزة أمام ترامب، مما فتح المجال أمام هاريس لتمثيل الحزب الديمقراطي في الانتخابات التي انتهت بفوز المرشح الجمهوري بفارق يقارب خمسة ملايين صوت على المستوى الوطني.
وبحسب النتائج الرسمية، تفوق ترامب في المجمع الانتخابي على الرغم من تقارب الأصوات الشعبية، حيث حسم فوزه بفضل انتصارات محدودة في ولايات متأرجحة كانت كافية لترجيح الكفة لصالحه.
تصريحات هاريس أعادت إلى الواجهة الجدل حول نزاهة النظام الانتخابي الأمريكي، خاصة في ظل الانتقادات المتكررة التي تطال نظام "المجمع الانتخابي" الذي يتيح للرئيس الفائز بالولايات الحاسمة تحقيق الانتصار حتى لو لم يحصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات الشعبية.
من جانبها، وصفت شخصيات جمهورية هذه التصريحات بأنها محاولة لتقويض الثقة في العملية الديمقراطية الأمريكية، معتبرة أن نتائج الانتخابات جرى اعتمادها بشكل قانوني ونهائي من قبل الهيئات المختصة.
في المقابل، اعتبر عدد من المراقبين أن تصريحات هاريس تعكس حالة الغضب داخل الحزب الديمقراطي من أداء قياداته خلال حملة 2024، وتكشف عن تصدع داخلي بين جناح المؤسسة التقليدية والجناح التقدمي الذي تمثله هاريس.
ويرى محللون سياسيون أن تشكيك هاريس في فوز ترامب يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقطاب السياسي، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات النصفية المقبلة وعودة الخطاب الانتخابي الحاد بين الحزبين الكبيرين.
كما تشير التقديرات إلى أن الجدل الدائر حول “تفويض ترامب” سيؤثر في المشهد السياسي الأمريكي خلال السنوات المقبلة، سواء عبر تحفيز الديمقراطيين لإعادة بناء استراتيجيتهم الانتخابية، أو عبر تعزيز موقع ترامب داخل الحزب الجمهوري كزعيم يرفض خصومه الاعتراف الكامل بفوزه.