حماس تبدأ تجهيز تسليم الرهائن والجثث في غزة
تتبلور التحديات الراهنة في قطاع غزة من خلال محاولات حركة حماس ووساطات دولية لوقف التصعيد العسكري، في وقت تتزايد الضغوط على الأطراف الإقليمية والدولية لضمان حماية المدنيين وتحقيق انفراج سياسي. هذه المرحلة حساسة، إذ أن أي تأخير في تسليم الرهائن أو الجثث قد يعقد جهود الوساطة ويزيد من الانقسام بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
أفاد مصدر لـ" العربية/الحدث" بأن حركة حماس بدأت بتجميع جثث الإسرائيليين، وطلبت من خلال مصر وقف القصف الجوي في مناطق محددة لإتمام المهمة. تسليم الرهائن الأحياء سيكون على مرحلة واحدة، بينما يستغرق تسليم الجثث بعض الوقت، مع مرونة أميركية في التوقيت. كما تلقت الحركة ضمانات أميركية عبر قطر بشأن انسحاب إسرائيلي دائم من القطاع، مع موافقتها على تسليم السلاح لهيئة فلسطينية–مصرية تحت إشراف دولي، بما يتيح معالجة الملف الأمني والسياسي بطريقة تدريجية.
القيادات في حماس لا يمكن أن تخرج من القطاع إلا بقرار داخلي، مع ضمانات بعدم المساس بها، فيما زودت الحركة الوسطاء بقائمة تفصيلية للجثث والرهائن لعرضها على إسرائيل، التي تعرف عددهم. المفاوضات المرتقبة ستجري بوتيرة سريعة ومكثفة، إذ تحرص الحركة على تنفيذ البنود بسرعة لتجنب أي فخ محتمل من قبل إسرائيل، التي تستمر عملياتها العسكرية في عمق القطاع رغم الإعلان عن خطة ترامب للسلام.
تطرح السيناريوهات المحتملة عدة خيارات: الأول، تسليم الرهائن والأسرى تدريجياً بالتنسيق مع وسطاء دوليين، ما قد يمهد لوقف إطلاق النار بشكل نسبي ويخفف من التصعيد في المدن المتضررة. الثاني، استمرار القصف الإسرائيلي رغم الاتفاقيات الجزئية، ما يخلق أزمة إنسانية ويزيد الضغوط على الوسطاء. الثالث، انتقال بعض قيادات الحركة إلى الخارج وفق ضمانات دولية، ما قد يخفف من الاحتكاك المباشر لكنه يثير مخاوف من الفراغ الأمني داخل القطاع.
هذه التفاعلات تؤكد أهمية التنسيق بين الفصائل الفلسطينية والوسطاء الدوليين، إذ أن أي تأخير في تنفيذ البنود قد يؤدي إلى تأزيم الوضع الأمني وزيادة التوترات في المنطقة. بالتالي، يبقى التسليم التدريجي للرهائن والجثث خطوة أساسية لتحقيق انفراج نسبي، مع ضرورة مراقبة التزام جميع الأطراف بتعهداتهم لتجنب أي فشل في العملية التي تعتمد على حساسية الوقت والضغوط الدولية.
