أُصيب طفل يبلغ من العمر عشر سنوات بجروح بالغة نتيجة انفجار لغم من مخلفات الحرب، السبت، في قرية نحشبا بجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي. وذكرت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا أن الطفل تعرض لإصابات خطيرة أثناء رعيه للأغنام، أسفرت عن تشوه قدمه وإصابة عينيه وبطنه، وتم نقله إلى مستشفى تشرين العسكري في اللاذقية لتلقي العلاج.
تأتي الحادثة في ظل مخاوف متزايدة بين سكان ريف اللاذقية بسبب انتشار مخلفات الحرب من ألغام وقذائف غير منفجرة، وصعوبة تحديد أماكنها في المناطق الجبلية الوعرة. ويؤكد الأهالي أن هذه المخلفات تحولت إلى خطر يومي يهدد حياتهم، الأطفال الذين يقضون أوقاتهم في الحقول والمراعي، في ظل غياب خطط شاملة لإزالة الألغام أو تأمين المناطق المأهولة.
من جانبها، تواصل الجهات الحكومية جهودها من خلال الفرق الهندسية لتطهير القرى من الألغام رغم الصعوبات الميدانية وقلة الإمكانيات، كما وضعت فرق الدفاع المدني لافتات تحذيرية وتوعوية لتبيان المناطق الخطرة، وتوعية السكان بعدم الاقتراب من الأجسام الغريبة والإبلاغ عنها فوراً.
وتكررت خلال السنوات الماضية حوادث مشابهة في ريف اللاذقية، أودت بحياة مدنيين وعناصر من فرق الإنقاذ، كان آخرها مقتل عنصرين من الدفاع المدني أثناء عملهما على إخماد الحرائق في القرية ذاتها، حيث بُترت قدم أحدهما نتيجة انفجار لغم.
وفي هذا السياق، ذكر وزير الطوارئ والكوارث في الحكومة السورية رائد الصالح في تصريح على منصة "إكس" أن "مخلفات الحرب ما زالت تشكل خطراً مباشراً على فرق الاستجابة والمجتمعات المحلية، ما يستدعي تكاتفاً وطنياً ودولياً لإزالة هذا الخطر". وأضاف أن فرق الطوارئ تعمل في ظروف شديدة الصعوبة، وأن حجم الألغام المنتشرة في المناطق الجبلية يتطلب دعماً تقنياً كبيراً لتسريع عمليات المسح والإزالة.
تؤكد هذه الحادثة مجدداً أن خطر الألغام لا يزال حاضراً بقوة في حياة السوريين، وأن الجهود المبذولة حتى الآن لم تنجح في تأمين القرى الريفية بشكل كافٍ، ما يجعل كل خطوة في الأرض المليئة بالمخلفات الحربية مغامرة غير مضمونة العواقب.