في خطوة وُصفت بأنها "بداية مرحلة سياسية جديدة"، أعلنت محافظة درعا مساء الأحد انتهاء عملية فرز الأصوات وإعلان فوز محمد فاروق عاصي في مدينة الصنمين، كأول الفائزين في انتخابات تشكيل مجلس الشعب السوري، في أول اقتراع تشهده البلاد منذ سقوط النظام السابق.
العملية التي جرت بإشراف اللجنة العليا للانتخابات شهدت مشاركة واسعة في بعض الدوائر، في إزرع ودرعا المدينة، في حين أعلنت اللجنة بدء فرز الأصوات في محافظات أخرى مثل طرطوس، حمص، حماة، وسط تأكيدات رسمية بعدم تسجيل أي خروقات أمنية.
سياسياً، يُنظر إلى انتخابات مجلس الشعب بوصفها اختباراً عملياً لأول مؤسسات الحكم الجديدة التي تحاول الإدارة السورية الحالية بقيادة أحمد الشرع ترسيخها كبديل شرعي للنظام السابق، وهو ما يجعل من درعا – التي كانت مهد الحراك السوري عام 2011 – ساحة رمزية لاختيار أول نائب في المجلس الجديد.
أما فوز المرشح محمود الأسعد بالتزكية في تدمر، وتقدم أحمد السماعيل في القصير، فيعكسان طبيعة المشهد الانتخابي الذي يجمع بين الحماس الشعبي في بعض المناطق، وضعف التنافس السياسي في أخرى، في ظل غياب الأحزاب التقليدية القديمة.
ويرى مراقبون أن هذه الانتخابات لا تحمل فقط طابعاً تمثيلياً، بل اختباراً لمدى قدرة السلطة الجديدة على إدارة عملية سياسية سلمية ومنظمة في بلدٍ يعيد بناء مؤسساته بعد عقد من الصراع والانقسام. كما أن نتائج درعا الأولى قد تشكل نقطة تحول رمزية في مسار إعادة بناء المشهد البرلماني السوري، بين شرعية انتخابية ناشئة وذاكرة سياسية مثقلة بالتحولات.