ماذا قال خليل الحية في ظهوره الأول بعد استهدافه؟
في تطور لافت على الساحة الفلسطينية، ظهر القيادي في حركة حماس خليل الحية في تسجيل مصور هو الأول له منذ استهدافه في العاصمة القطرية الدوحة قبل أسابيع، وذلك تزامنًا مع توجه وفد من الحركة إلى القاهرة للمشاركة في جولة مفاوضات جديدة حول اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
التسجيل الذي بثه "التلفزيون العربي" في قطر أظهر الحية متحدثًا بنبرة مؤثرة عن فقدان نجله خلال الهجوم الإسرائيلي، مؤكدًا أن "دماء الشهداء طريقٌ نحو القدس والعزة والنصر"، في إشارة إلى استمرار تمسك الحركة بخياراتها رغم الخسائر.
تحركات دبلوماسية موازية:
يأتي هذا الظهور بالتزامن مع تحركات دبلوماسية مكثفة تقودها القاهرة والدوحة وواشنطن لإعادة إحياء مفاوضات التهدئة، بعد ردّ حماس الإيجابي على الخطة الأمريكية التي تتضمن تبادل الأسرى بين الطرفين تمهيدًا لوقف الحرب المستمرة منذ عامين.
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن المحادثات ستُعقد بصورة غير مباشرة بين الجانبين، وسط مساعٍ لجعلها الجولة الأخيرة قبل حلول الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر.
تركيز على معاناة المدنيين:
وفي الجزء الذي اطلعت عليه وكالة "فرانس برس"، لم يتطرّق الحية إلى تفاصيل المفاوضات، بل ركّز على معاناة المدنيين في غزة منذ اندلاع الحرب، مشيرًا إلى أن "الألم واحد، والفقد مشترك بين جميع أبناء الشعب الفلسطيني".
تفاعل واسع على المنصات:
حظي ظهوره بتفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفه ناشطون بأنه "تجسيد للصبر والثبات"، فيما رأى آخرون أنه يمثل "صوت غزة الذي لا يُسكت"، مشيرين إلى رمزية ظهوره بعد محاولة الاغتيال التي كانت تهدف، وفق مراقبين، إلى إضعاف الجناح السياسي للحركة.
رسائل سياسية وإنسانية:
يرى محللون أن ظهور الحية في هذا التوقيت يهدف إلى توجيه رسالة مزدوجة: الأولى تؤكد تماسك قيادة الحركة رغم الخسائر، والثانية دعم المفاوضين الذين يتجهون إلى القاهرة في لحظة حرجة من مسار الحرب والمحادثات.
وبينما تبقى المفاوضات مرهونة بتفاصيل معقدة تشمل ملفات إنسانية وسياسية، فإن الظهور الأخير للحية أعاد تسليط الضوء على البعد الإنساني في معادلة الصراع، وعلى تمسّك الحركة بخطابها القائم على الصبر والمقاومة رغم الكلفة الباهظة للحرب المستمرة على غزة.
