حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا من احتمال "إبادة كاملة" لحركة حماس إذا استمرت في السيطرة على قطاع غزة، التحذيرات أشعلت جدلاً واسعاً بين المراقبين، خصوصاً أولئك المعارضين للسياسات الإسرائيلية في المنطقة ويُنظر إلى هذه التصريحات على أنها محاولة للضغط على الفلسطينيين، بينما تعكس أيضاً موقفاً صارماً لدعم الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة المقاومة الفلسطينية.
الرسائل السياسية المخفية:
تصريحات ترامب، التي أوردها لشبكة CNN، تأتي في وقت تشهد فيه غزة جموداً ميدانياً، مع توقف العمليات الهجومية للجيش الإسرائيلي، واستمرار التمركز في مواقع السيطرة. ويشير مراقبون إلى أن هذه التصريحات تحمل رسائل مزدوجة: تهديد مباشر لحماس، وإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية ستقف إلى جانب إسرائيل في أي تحرك ضد المقاومة، مما يزيد من شعور الفلسطينيين بالتهديد ويعمّق حالة عدم الاستقرار.
إسرائيل والضغوط الميدانية والسياسية:
بينما يواصل الجيش الإسرائيلي إبقاء قواته في مواقع استراتيجية داخل غزة، أعلن نتنياهو أن أي تقدم في خطة ترامب مشروط بالإفراج عن المختطفين، وهو موقف يهدف إلى تقديم نفسه كضامن للجانب الأمريكي.
من جهة أخرى، يرى المعارضون أن هذه الخطوة تهدف إلى تكريس الاحتلال وتوسيع النفوذ الإسرائيلي داخل القطاع، مستغلة الظروف الإنسانية الصعبة لفلسطينيي غزة.
غزة بين المقاومة والحصار:
حسب تقرير يسرائيل هيوم، يهدف وقف العمليات مؤقتاً إلى منح حماس الوقت للاستعداد لإطلاق سراح المخطوفين، لكن المراقبين المعارضين لإسرائيل يعتبرون هذا التهدئة المؤقتة بمثابة استغلال للمدنيين والفصائل الفلسطينية لإعادة ترتيب صفوفها، مع استغلال الاحتلال للسيطرة على القطاع. ويشير التحليل إلى أن تصريحات ترامب تزيد من العزلة الدولية لغزة وتستهدف تقويض قدرات المقاومة، بينما تحاول إسرائيل استخدام هذه التهديدات لتبرير استمرار وجودها العسكري.
يُظهر التهديد الأمريكي أن المستقبل السياسي لغزة سيبقى مرتبطاً بسياسات الاحتلال والضغوط الدولية، وأن الفلسطينيين يواجهون خيارين صعبين: التراجع أمام الاحتلال أو الصمود في مواجهة التهديدات المباشرة. وتبقى احتمالات التصعيد العسكري والسياسي قائمة، في ظل تصاعد الغضب الشعبي الفلسطيني ورفضه لأي محاولات للضغط أو تغيير ميزان القوى بالقوة.