كشفت قناة i24NEWS الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر فلسطيني مقرّب من حركة حماس، تفاصيل جديدة حول الآلية المحتملة لإدارة قطاع غزة بعد انسحاب إسرائيل، في إطار ترتيبات أمنية وسياسية يجري العمل عليها بمشاركة أطراف إقليمية ودولية.
ووفق القناة، فإن الخطة تتضمن نشر نحو 5000 عنصر من قوات الأمن الفلسطينية، تم تدريبهم خلال الأشهر الماضية في مصر، على أن يبدأ دخولهم القطاع بشكل تدريجي بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي. كما سيواصل آلاف آخرون تدريبهم في الأردن استعدادًا للالتحاق بالقوة المنتشرة لاحقًا.
ترتيبات ثلاثية المراحل
المصدر أوضح أن الانتشار سيتم على ثلاث مراحل، بحيث تتسلم القوات الفلسطينية المسؤولية الأمنية في المدن والمخيمات تباعًا، بينما تبقى المراقبة الميدانية في البداية تحت إشراف لجنة إدارة غزة، المكوّنة من 15 تكنوقراطيًا فلسطينيًا
وستعمل اللجنة – بحسب التسريبات – تحت إشراف مجلس إدارة غزة، الذي سيرأسه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، في إطار تفويض صادر عن مجلس الحكم الذي يتولّى رئاسته الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق ما نقلته القناة عن المصدر ذاته.
ضمانات لحماس وعودة تدريجية للسلطة الفلسطينية
وأشار المصدر إلى أن حماس تلقت ضمانات بأن إسرائيل ملتزمة بالانسحاب الكامل من القطاع، ولن تتدخل في إدارة الأمن الداخلي بعد خروجها. كما يُنتظر أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع لاحقًا، بعد اكتمال المراحل الأمنية والإدارية.
موقف حماس: “من يحكم غزة هم الفلسطينيون”
وفي سياق متصل، علّق المسؤول الإعلامي لحركة حماس في لبنان وليد كيلاني على ما يُتداول بشأن مستقبل إدارة غزة، مؤكدًا أن “من يحكم القطاع هو الشعب الفلسطيني وجميع فصائله”، مضيفًا أن “الحركة لا تقبل فرض أي ترتيبات خارجية تمسّ السيادة الفلسطينية”.
وشدّد كيلاني على أن “الفلسطينيين قادرون على حكم أنفسهم بأنفسهم”، داعيًا إلى تشكيل هيئة مدنية مستقلة لإدارة شؤون القطاع، وفق ما نصّت عليه اتفاقات القاهرة وبكين، على أن تتكوّن من تكنوقراط فلسطينيين لتسيير الحياة اليومية دون تدخل سياسي مباشر.
خطة غامضة وردود متباينة
ورغم عدم صدور تأكيد رسمي من القاهرة أو عمّان حول تفاصيل الخطة، فإن مصادر مطلعة تشير إلى أن مصر والأردن يشاركان فعليًا في برامج تدريب لعناصر الشرطة الفلسطينية، تمهيدًا لنشرهم في القطاع ضمن اتفاق “انتقالي” يهدف لضمان الأمن والاستقرار بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وتبقى الخطة، إن صحّت، موضع جدل واسع، خصوصًا في ظل الغموض حول دور حماس في المرحلة المقبلة، ومخاوف فلسطينية من أن تتحوّل الترتيبات الأمنية إلى وصاية دولية على غزة، تُضعف القرار الوطني المستقل وتعيد إنتاج أشكال جديدة من السيطرة غير المباشرة.