تشير المؤشرات المناخية العالمية إلى احتمالية ظهور ظاهرة "لانينيا" خلال موسم شتاء 2025–2026، وهي حالة مناخية يتم فيها انخفاض حرارة مياه المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي، بعد أعوام شهدت فيها المنطقة موجات دافئة ونقصاً في الأمطار نتيجة ظاهرة "النينو"، هذه التغيرات توضح احتمال موسم أبرد وأكثر أمطارًا وعواصف مقارنة بالسنوات الماضية.
ظاهرة "لانينيا" تؤثر على نمط الأمطار ودرجات الحرارة حول العالم، وبالنسبة للبنان، يمكن أن يعني ذلك زيادة في هطول الأمطار، خصوصًا في المناطق الساحلية والجبال الغربية، مع احتمال ارتفاع منسوب المياه في الأنهار والوديان خلال الفترات الممطرة. كما يمكن أن تتفاقم العواصف في المناطق المعرضة للرياح الشديدة، ما يزيد الحاجة إلى متابعة البنية التحتية لمواجهة أي أضرار محتملة.
الخبراء المناخيون يحذرون من أن هذه الفترة قد تشهد انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة، خلال الليل وفترات الصباح الباكر، ما يستلزم استعدادًا في قطاعي الطاقة والتدفئة لتفادي أي ضغط على شبكة الكهرباء أو الغاز، كما يتطلب توفير الوقود والموارد الأساسية لمواطني المناطق الجبلية.
من المتوقع أن يكون تأثير "لانينيا" على القطاع الزراعي متفاوتًا، إذ ستستفيد بعض المزروعات من زيادة الأمطار بينما قد تتأثر أخرى سلبًا بسبب غمر الأراضي أو زيادة الرطوبة. يوصي المختصون بالاستعداد لموسم زراعي يحتاج إلى مراقبة دقيقة لنمط الهطول واتخاذ تدابير وقائية لتقليل أي خسائر محتملة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتطلب هذه الظروف تكثيف الجهود في مجالات النقل والسلامة العامة، مع احتمال حدوث فيضانات محلية وانزلاقات أرضية في المناطق الجبلية.
الجهات المعنية مطالبة بوضع خطط طوارئ وإرشادات واضحة للمواطنين لضمان التعامل الآمن مع هذه الظروف الجوية المتغيرة.
موسم شتاء 2025–2026 في لبنان، وفق التوقعات، سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة المؤسسات الرسمية والمجتمع على مواجهة التقلبات المناخية، ويستدعي تنسيقًا مسبقًا بين مختلف القطاعات لضمان تقليل المخاطر وحماية المواطنين والممتلكات.