أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح اليوم السبت (4 أكتوبر/تشرين الأول 2025) أن القوات الإسرائيلية المشاركة في العملية البرية داخل مدينة غزة أوقفت تقدمها، حيث تمركزت الفرق الثلاث المناورة في مواقعها الحالية دون تسجيل أي تقدم جديد أو انسحاب نحو الخطوط الخلفية. القرار جاء بتوجيه مباشر من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى المسار السياسي والمفاوضات المرتقبة بشأن ملف الأسرى والمخطوفين.
وفقًا لإذاعة الجيش، فإن القوات الإسرائيلية عززت مواقعها الحالية داخل مدينة غزة مع تكثيف إجراءات الحماية، عبر نشر مزيد من طائرات الاستطلاع والمركبات المجهزة للمراقبة وجمع المعلومات، بهدف رصد أي تحرك من حركة "حماس" قد يشكل تهديدًا مباشرًا للقوات.
وأضافت الإذاعة أن سياسة إطلاق النار المعتمدة في هذه المرحلة تقوم على "عدم شن هجمات مدبرة مسبقًا"، مع السماح بتنفيذ عمليات محدودة لإزالة أي تهديدات آنية ضد القوات. وشددت على أن الهجمات التي تم الإبلاغ عنها مؤخرًا داخل غزة كانت لأغراض تكتيكية، سواء لتحذير المدنيين من العودة شمالًا إلى مناطق المواجهة، أو لتأمين تمركز القوات على الأرض.
في موازاة ذلك، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن وقف العمليات الهجومية في غزة يرتبط بشكل مباشر بملف الأسرى، مشيرًا إلى أن تجميد التقدم الميداني "يهدف إلى إتاحة الفرصة أمام حماس للتحضير لإطلاق سراح المخطوفين".
وأوضح المصدر أن ما يحدث لا يرقى إلى مستوى وقف إطلاق نار رسمي، إذ لا توجد التزامات واضحة على حماس بإعادة المخطوفين خلال فترة زمنية محددة، لكنه وصف الخطوة بأنها "مناورة تكتيكية لحماية الجنود وتهيئة الظروف أمام المفاوضات".
وأضاف المسؤول أن المفاوضات المقرر انطلاقها غدًا ستكشف سريعًا إن كانت حماس ستتعامل بجدية مع الخطة الأميركية التي تعرف إعلاميًا بـ"خطة ترامب"، أم أنها ستواصل المماطلة. وأكد أن تل أبيب "لن تسمح للمنظمات الفلسطينية باستغلال فترة التجميد لتعزيز مواقعها أو تنفيذ هجمات مفاجئة".
يمثل تجميد العملية البرية في غزة نقطة تحول ميدانية وسياسية في مسار الحرب المستمرة منذ نحو عام، إذ يعكس توازنًا حساسًا بين الضغط العسكري ومحاولة استثمار أوراق التفاوض بشأن الأسرى. ويأتي القرار في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية والإقليمية على إسرائيل لوقف هجومها في القطاع، فيما تسعى واشنطن إلى الدفع بخطتها الخاصة بترتيبات ما بعد الحرب.
وبينما تراهن القيادة الإسرائيلية على إمكانية تحقيق اختراق عبر المفاوضات، يظل الوضع الميداني في غزة مفتوحًا على احتمالات التصعيد أو العودة إلى المواجهات البرية العنيفة، وفقًا لمسار الأحداث خلال الأيام المقبلة.