تجددت الاشتباكات المسلحة في منطقة بعلبك شرقي لبنان، حيث نفذت وحدات الجيش مداهمات استهدفت مطلوبين من عصابات إجرامية وتجار مخدرات، ما أدى إلى مواجهات مسلحة اتسمت بالعنف، وأعادت تسليط الضوء على الوضع الأمني الهش في المنطقة.
أفادت مصادر محلية أن الجيش اللبناني أطلق فجر السبت حملة مداهمات في حي الشراونة – أحد أبرز معاقل العصابات المسلحة في بعلبك – بحثًا عن مطلوبين بجرائم متعددة، بينها تجارة المخدرات والسطو المسلح.
وخلال العملية، اندلعت اشتباكات عنيفة تخللها إطلاق نار كثيف واستخدام قذائف صاروخية، ما دفع الجيش إلى إغلاق طريق الجبلي – بعلبك وعدد من مداخل المنطقة لمنع تسلل المطلوبين أو توسع رقعة الاشتباكات.
القوة العسكرية نفذت انتشارًا أمنيًا واسعًا في محيط الشراونة، في محاولة لتطويق الموقف ومنع تجدده، بينما تحدث شهود عيان عن حالة توتر سادت بين الأهالي وسط خشية من اتساع نطاق المواجهات.
تأتي هذه التطورات في سياق سلسلة مواجهات متكررة بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة محلية تنشط منذ سنوات في مناطق البقاع، مستفيدة من ضعف التنمية الاقتصادية والفراغ الأمني.
منطقة بعلبك-الهرمل تُعتبر تاريخيًا من أبرز بؤر تجارة المخدرات وزراعة الحشيشة، حيث تتحصن فيها عصابات مدججة بالسلاح، ما يجعل عمليات الجيش محفوفة بالمخاطر.
وقد سبق أن شهدت الشراونة في الأشهر الماضية عدة اشتباكات مشابهة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف العسكريين والمسلحين، الأمر الذي يعكس صعوبة المعركة التي يخوضها الجيش لفرض الأمن في المنطقة.
رغم الانتشار العسكري المكثف، يواجه الجيش اللبناني تحديًا كبيرًا في القضاء على المجموعات المسلحة في بعلبك، في ظل تداخل العوامل الأمنية والاجتماعية والاقتصادية. ويبقى السؤال مطروحًا: هل تستطيع الدولة فرض سيطرتها على هذه المنطقة الخارجة عن القانون، أم أن الاشتباكات ستبقى مشهدًا متكررًا يعكس عمق الأزمة اللبنانية؟