الأمم المتحدة: "المناطق الآمنة" في جنوب غزة تحوّلت إلى مقابر جماعية

2025.10.03 - 06:00
Facebook Share
طباعة

جدّدت الأمم المتحدة، الجمعة، تحذيراتها من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أنه "لا وجود لمكان آمن" يلجأ إليه الفلسطينيون بعد أن أمرتهم إسرائيل بمغادرة مدينة غزة. وأوضحت المنظمة الدولية أن المناطق التي حددتها تل أبيب في الجنوب ليست سوى "أماكن للموت"، بعدما تحولت المخيمات والمدارس إلى أنقاض بفعل الغارات المتواصلة.

وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة "اليونيسف"، في مؤتمر صحافي بجنيف: "الحديث عن منطقة آمنة في الجنوب مهزلة"، مضيفاً أن القنابل تُلقى بوتيرة "مرعبة"، بينما تُحوّل المدارس المخصّصة كملاجئ إلى ركام، وتُحرق الخيام بشكل متكرر تحت القصف الجوي.

ورغم إعلان إسرائيل منطقة المواصي الساحلية "إنسانية"، فإنها تعرضت لغارات متكررة منذ بدء الحرب، في وقت شدّد إلدر على أن "إجلاء المدنيين بشكل جماعي لا يلغي حقهم في الحماية". وأضاف: "ما يُسمى المناطق الآمنة باتت أيضاً أماكن للموت، إذ تحولت المواصي إلى واحدة من أكثر بقاع الأرض اكتظاظاً، بعدما جُردت من أبسط مقومات البقاء".

الأمم المتحدة كانت قد رفضت منذ أواخر عام 2023 فكرة "المنطقة الآمنة المعلنة من طرف واحد"، معتبرة أن القانون الدولي يُحمّل إسرائيل، بوصفها قوة احتلال، مسؤولية توفير مقومات البقاء الأساسية من غذاء ومأوى وصرف صحي، وهو ما لا يتوفر للسكان حتى الآن.

في السياق ذاته، حذرت منظمة الصحة العالمية من انهيار شبه كامل للنظام الصحي في غزة، إذ لم يتبقَّ سوى 14 مستشفى من أصل 36 تعمل جزئياً. وقال ريك بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إنه لم يشهد في حياته مستشفى مكتظاً كما هو حال مجمع ناصر في خان يونس، حيث "تُفرش الممرات بالمرضى، والنساء اللواتي وضعن للتو يضطررن إلى الاستلقاء على الأرض، فيما يتشارك ثلاثة أطفال خدج أنبوب أكسجين واحداً".

وتصف تقارير الأمم المتحدة المشهد الإنساني في جنوب القطاع بأنه "الأسوأ منذ بداية الحرب"، مع تزايد معاناة الأمهات والرضع، وسط نقص حاد في الأدوية والإمدادات الطبية، ما يجعل من "المناطق الآمنة" المعلنة عنواناً زائفاً يخفي وراءه واقعاً أكثر مأساوية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10