إسرائيل تشن غارات جوية على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان
في تصعيد جديد للتوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة عن شن سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع جنوب لبنان، زاعماً استهداف "إدارة منظومة الدفاع الناري والدفاعي" التابعة لحزب الله. يأتي هذا التحرك وسط توترات مستمرة على الحدود، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة أوسع في المنطقة.
وفقاً لبيان رسمي صادر عن الجيش الإسرائيلي، فقد استهدفت الضربات الجوية موقعاً وصفه بأنه يستخدم لإدارة منظومة الدفاع الناري والدفاعي لحزب الله، مؤكداً "رصد نشاط إرهابي" في منطقة سلسلة جبال بوفورت جنوب لبنان. وأوضح البيان أن الضربات استهدفت "أسلحة ومنشآت عسكرية ومواقع للبنية التحتية تحت الأرض"، معتبراً أن وجود هذه المواقع يشكل انتهاكاً للتفاهمات بين لبنان وإسرائيل.
من جانبها، نقلت وسائل الإعلام اللبنانية أن القوات الإسرائيلية شنت ثلاث غارات جوية على محيط مدينة النبطية، كما قامت بعمليات تمشيط بالرشاشات من مركز رويسات العلم تجاه محيط بلدة كفرشوبا، ما يعكس مستوى التنسيق العسكري العالي للجيش الإسرائيلي في هذه المنطقة الحساسة.
المراقبون يعتبرون هذه الضربات جزءاً من سياسة إسرائيل في استهداف القدرات العسكرية لحزب الله بشكل دوري، في محاولة للضغط على التنظيم والحد من قدراته الصاروخية، في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية على خلفية النزاعات في سوريا ولبنان وفلسطين.
يبقى السؤال المطروح حول مدى قدرة لبنان وحزب الله على الرد في ظل هذه الضغوط الإسرائيلية المستمرة، وما إذا كانت المنطقة مقبلة على موجة تصعيد جديدة أم أن الضربات ستظل محدودة في إطار الرسائل التحذيرية. التوترات على الحدود الجنوبية للبنان تشير إلى مرحلة دقيقة تتطلب مراقبة دقيقة من الأطراف الإقليمية والدولية، حيث أي تصعيد قد يؤدي إلى انعكاسات أكبر على الاستقرار الإقليمي.
تاريخياً، تشهد الحدود الجنوبية للبنان نشاطاً عسكرياً متقطّعاً بين إسرائيل وحزب الله منذ حرب 2006، مع تبادل للضربات الجوية والبرية بين الحين والآخر. حزب الله، الذي يعتبره المجتمع الدولي منظمة إرهابية، يمتلك ترسانة صاروخية متقدمة، فيما تواصل إسرائيل اتباع سياسة "الضرب قبل أن يُضرب"، مستهدفة البنية التحتية العسكرية للتنظيم، ما يعكس هشاشة التوازن العسكري في المنطقة وأهمية مراقبة أي تصعيد محتمل.
