حذرت صحيفة معاريف الإسرائيلية من تزايد الوجود العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء، ووصفت هذا التوسع بأنه "خطر محتمل قادم" تجاه إسرائيل، فيما ظهر قلق متصاعد لدى نواب وأجهزة أمنية إسرائيلية إزاء ازدياد عمليات تهريب الأسلحة والطائرات المسيّرة عبر الحدود.
المضمون:
تساءلت الصحيفة عما يجري على الحدود الإسرائيلية–المصرية ومدى التحوّل الذي تمثّله تحركات القوات المصرية بالنسبة لإسرائيل، مؤكدة في الوقت ذاته أن معاهدة السلام الموقعة بين البلدين تظل أحد الأصول الاستراتيجية لإسرائيل. وتنصّ الاتفاقية على قيود وترتيبات خاصة بقوات مصر في سيناء، بحيث يُسمح بمزيد من الانتشار كلما تزايد البُعد عن الحدود.
تضيف معاريف أن مستوى الجنود المصريين قرب الحدود كان حتى تاريخ 7 أكتوبر 2023 من بين الأقل كفاءة داخل الجيش المصري، لكن إسرائيل سمحت في مناسبات متعددة بمزيد من التمركز المصري في سيناء — مثلاً لمواجهة تنظيم داعش، لقطع أنفاق رفح، ولإجراءات اتُخذت بعد 7 أكتوبر خشية تطورات على محور فيلادلفيا. وفي الوقت نفسه تنفي السلطات المصرية أن تكون إسرائيل همّها الأول، مؤكدة أن لديها تحديات داخلية وخارجية أخرى.
من جهتها، تشير مصادر في الجيش الإسرائيلي إلى تسجيل حالات انسحاب للقوات المصرية من بعض النقاط الحدودية، بينما يؤكد الجيش أن نقل تشكيلات إلى سيناء يحتاج إلى وقت نسبي نظراً لعمق الحدود المصرية الاستراتيجي.
كما تطرّق التقرير إلى دور فرقة "أدوم 80" الإسرائيلية التي تُعنى بنشاط الجيش على طول "حدود السلام"، مشيراً إلى وجود قنوات تنسيق إلى حد ما بين قادة الفرقة وقادة فرقة إيلات ونظرائهم المصريين، بالإضافة إلى تعاون بحري بين أساطيل البلدين، ومنها عمليات مشتركة أُجريت أثناء الحرب على غزة لإحباط محاولات عبور سبّاحين ومهربين انطلقت من القطاع نحو مصر.
أما مصدر القلق الأبرز فهذا يعود إلى تزايد عمليات تهريب السلاح عبر الحدود، بما يشمل بنادق ومسدسات وقنابل يدوية، وتحوّل أساليب التهريب لتشمل استخدام طائرات نقل مسيّرة. وتذكر معاريف أن قِطاعاً من مهربي السلاح يرتبطون بقبائل بدوية محلية، وبعض الأفراد معروفون سابقاً لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
وتؤكد الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي ينجح في إحباط عدد من محاولات التهريب على أساسٍ أسبوعي، وأنه حدد مسارات تهريب تربط الحدود المصرية بإسرائيل ومن ثم إلى جنوب قطاع غزة. ومع ذلك، تُحذّر المصادر من أن كميات كبيرة من الأسلحة المتدفقة عبر الجنوب قد تُستخدم أيضاً لتسليح جماعات في الضفة الغربية.
في سياق متصل، تقدّم عضو الكنيست تسفي سوكوت بطلب رسمي لرئيس لجنة الخارجية والأمن لعقد جلسة طارئة تَبحث ظاهرة تهريب الطائرات المسيّرة والأسلحة من الأراضي المصرية إلى إسرائيل. واستند سوكوت في طلبه إلى جولة ميدانية ومعلومات من مصادر أمنية تحدثت عن "زيادة حادة" في حجم التهريب خلال الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك "مئات الطائرات المسيّرة وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر".
واعتبر سوكوت الظاهرة تهديداً أمنياً بالغ الخطورة، محذّراً من وصول الأسلحة إلى عناصر إجرامية أو جماعات مسلحة داخل إسرائيل، وعبّر عن استيائه من غياب ردّ فعلي منظّم وفعّال من جانب الجيش والأجهزة الأمنية حتى الآن. ودعا إلى جمع كل الجهات الأمنية — الشاباك، والموساد، والجيش، والشرطة — لوضع خطة وطنية شاملة لمواجهة ما وصفه بـ"آفة الدولة".
القلق الإسرائيلي الحالي يركّز على بعدين: تصاعد الوجود العسكري المصري في سيناء وكيفية تفسيره، واتساع ظاهرة تهريب الأسلحة والطائرات المسيّرة التي قد تُغيّر موازين القوى الداخلية والأمنية. وتدعو الدعوات البرلمانية إلى تحرّك عاجل لتقييم الموقف ووضع استراتيجيات للحد من هذا الخطر.