مسؤول إيراني يدعو إلى «حركة عالمية» ضد الولايات المتحدة

2025.10.03 - 11:23
Facebook Share
طباعة

في لحظة سياسية مشحونة إقليمياً ودولياً، برزت تصريحات آية الله محسن الأراكي، عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، خلال مراسم إحياء ذكرى اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله. الأراكي دعا إلى تشكيل «حركة عالمية ضد الولايات المتحدة»، مؤكداً أن إيران هي الطرف الوحيد القادر على قيادة هذه المواجهة. خطابه لم يأتِ في سياق ديني أو تعبوي فحسب، بل حمل رسائل سياسية واستراتيجية واضحة، تستهدف الداخل الإيراني كما تخاطب الإقليم والمجتمع الدولي.

 


الأراكي شدد في كلمته على أن «مطلب جميع المظلومين في العالم هو تأسيس مقاومة عالمية ضد الاستكبار»، معتبراً أن الجمهورية الإسلامية تمثل المرجعية الوحيدة القادرة على إطلاق هذه الحركة.

وصف شعار «إنا على العهد» بأنه «استراتيجية إسلامية متجذرة»، وليست مجرد شعار رمزي.

أكد أن «التمسك بالعهد» يعني تجاوز مفهوم الموت، باعتباره «عهد بقية الله»، ما يضفي على المواجهة بُعداً عقائدياً يتجاوز السياسة المباشرة.

أشار إلى أن الذين التزموا بهذا النهج يشكلون «مجموعة مترابطة» ثابتة على الطاعة لله وعلى خط المقاومة.


الرسالة المركزية في الخطاب ربطت بين الذكرى الرمزية لاغتيال نصر الله وبين مشروع إقليمي أشمل، يقوم على تعبئة الحلفاء لمواصلة المواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها.

 

تصريحات الأراكي تعكس اتجاهاً إيرانياً متصاعداً نحو تحويل الخسائر والاغتيالات التي طالت قيادات المحور إلى فرصة لإعادة صياغة الخطاب الأيديولوجي والسياسي. الدعوة إلى «حركة عالمية» لا تحمل برنامجاً عملياً بقدر ما تعكس محاولة لتوحيد الجبهة الداخلية والخارجية خلف طهران، وتثبيت أنها المرجعية العليا للمقاومة. وفي الوقت الذي قد يقرأ فيه الخطاب في الغرب على أنه تحريض مباشر ضد الولايات المتحدة، فإنه بالنسبة للحلفاء يُمثل تأكيداً على أن المواجهة لم تنتهِ باغتيال نصر الله، بل انتقلت إلى مرحلة أوسع وأكثر شمولاً.

 


منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، تبنّت طهران خطاب «الاستكبار العالمي» الذي يضع الولايات المتحدة في موقع «العدو الأول». هذا المفهوم تأسس مع خطابات آية الله الخميني التي وصفت واشنطن بـ«الشيطان الأكبر»، وتواصل عبر أجيال القيادة السياسية والدينية في إيران.

في الثمانينيات، ارتبط الخطاب بمواجهة النفوذ الأميركي في الخليج وحرب إيران-العراق.

في التسعينيات، تعمق عبر دعم حركات المقاومة ضد إسرائيل في لبنان وفلسطين.

بعد الغزو الأميركي للعراق 2003، توسع ليشمل دعم فصائل مسلحة هناك، وأخذ طابعاً عملياً أكبر.

اليوم، وبعد سلسلة اغتيالات طالت قيادات بارزة في الحرس الثوري وحزب الله، تعود إيران إلى توظيف خطاب «المقاومة العالمية» كوسيلة لإعادة تعبئة قواعدها، وتثبيت موقعها كقائد لمحور يمتد من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد وصنعاء وغزة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 3