احتجاجات في سوريا على تقليص حصص التربية الإسلامية

2025.10.03 - 10:50
Facebook Share
طباعة

شهدت مدينة حماة السورية، أمس الخميس، احتجاجات لافتة أمام مبنى المحافظة، عقب قرار وزارة التربية تقليص عدد ساعات تدريس مادة التربية الإسلامية في المدارس، وإخراج درجتها من المجموع العام لطلاب الشهادة الثانوية. وقد تصاعدت حدة الاعتراضات إلى مستوى التهديد العلني لوزير التربية محمد عبد الرحمن تركو، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط التعليمية والشعبية على حد سواء.

تصاعد التوتر إلى التهديد

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر أحد المحتجين وهو يوجه تهديداً مباشراً لوزير التربية قائلاً:
"والله لنأتيك برجال تعشق الموت كما تعشق الحياة.. دير بالك على حالك"، في إشارة واضحة إلى استعداد جماعات غاضبة لمواجهة أي خطوة تتعلق بتقليص مكانة مادة التربية الإسلامية أو المساس بمكانة القرآن الكريم داخل المناهج التعليمية.

مطالب المحتجين: الدين مقابل الحداثة

المتظاهرون شددوا على أن تقليص حصص التربية الإسلامية يُمثل تجاوزاً لتضحيات السوريين، معتبرين أن القرار يعكس توجهاً نحو إقصاء الدين لصالح مواد جديدة. أحدهم قال بلهجة غاضبة:
"لا نريد أبراجاً وتدريس الذكاء الاصطناعي، كيف تُحذف مادة التربية الإسلامية ويوضع بدلاً منها موسيقى؟"

هذا الطرح كشف عن انقسام واضح بين رؤية تطالب بزيادة ساعات مادة الديانة، ورؤية أخرى ترى ضرورة تحديث المناهج لتشمل التكنولوجيا والفنون بما يتناسب مع متطلبات العصر.

أصوات مضادة: سوريا بحاجة لفن لا تهديد

في المقابل، ظهرت أصوات سورية معارضة لخطاب التهديد. ناشطة من حماة علّقت على الفيديو قائلة:
"وعد شرف ودين برقبتي، بس ارجع لحماة رح افتح معهد للفنون، علم فيه ولاد وبنات الرسم، وجيب مدربين موسيقى، واعمل زاوية للقراءة… رح أزرع محبة وفن ليطلع جيل ما بيشبهك أبداً."

بهذا الطرح، قدّمت الناشطة صورة بديلة لمستقبل التعليم في سوريا، حيث تكون الموسيقى والفن والقراءة أدوات لصناعة جيل بعيد عن العنف والتهديد.

بين حماية القرآن ودور الدولة

أحد المعلقين طرح تساؤلاً جوهرياً: "هل القرآن بحاجة إلى حراسة من هؤلاء؟ وأين هي الدولة إذا كنا نتحدث فعلاً عن دولة؟"، في إشارة إلى أن التصعيد الديني قد يعكس فراغاً في إدارة الدولة لملف التعليم ويكشف هشاشة العلاقة بين السلطات والمجتمع.

 

يأتي هذا الجدل في وقت تسعى فيه وزارة التربية السورية إلى إدخال تعديلات على المناهج لتتماشى مع تطورات العالم الرقمي والتقني، بما في ذلك إضافة حصص في الذكاء الاصطناعي والموسيقى والفنون. غير أن هذه الخطوات تصطدم برفض شرائح واسعة من المجتمع ترى أن تقليص مكانة مادة التربية الإسلامية يمس بالهوية الثقافية والدينية.


تكشف أزمة تقليص مادة التربية الإسلامية في سوريا عن صراع أعمق بين تيارين: الأول يتمسك بالهوية الدينية التقليدية بوصفها أساساً للتربية، والثاني يدعو إلى تحديث المناهج بما يفتح المجال أمام الإبداع والفنون والعلوم الحديثة. وبين خطاب التهديد ونداءات الفن، يبقى مستقبل التعليم السوري عالقاً بين إرث الماضي وتحديات الحاضر.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3