إيطاليا تستعد لإضراب عام تضامناً مع "أسطول الصمود" نحو غزة

2025.10.02 - 05:12
Facebook Share
طباعة

تتجه إيطاليا غداً إلى شلل شبه كامل بعد أن دعت أبرز النقابات العمالية إلى إضراب عام، في خطوة تحمل رسالة سياسية واضحة: التضامن مع "أسطول الصمود العالمي" الذي حاول كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة. هذه الموجة الاحتجاجية تأتي في وقت تتصاعد فيه التحركات الشعبية في أوروبا ضد اعتراض البحرية الإسرائيلية للسفن المدنية المشاركة في الأسطول.

في مدينة نابولي جنوبي البلاد، اقتحم المتظاهرون محطة السكك الحديدية الرئيسية وأوقفوا حركة القطارات، بينما شهدت العاصمة روما تطويقاً أمنياً مكثفاً لمحطة تيرميني مع توافد المحتجين إليها.

الأسطول الذي يضم أكثر من 40 سفينة مدنية تقل نحو 500 نائب برلماني ومحامٍ وناشط حقوقي – بينهم إيطاليون – كان قد انطلق في محاولة لإيصال الأدوية والغذاء إلى غزة متحدياً التحذيرات الإسرائيلية.

النقابة الإيطالية الكبرى CGIL وصفت اعتراض السفن المدنية بأنه "اعتداء خطير يمس السيادة الإيطالية"، مؤكدة أن وجود مواطنين إيطاليين بين المشاركين يستوجب موقفاً صارماً. وقد أعلنت نقابات أصغر انضمامها للإضراب، على غرار ما فعلت نقابة USB التي سبق أن نظمت إضراباً عاماً في 22 سبتمبر دعماً لغزة، وشهدت أعمال عنف في مدينة ميلانو.

وفي مدينة جنوة، دعت نقابة USB المحتجين للتجمع مساء الخميس في الميناء، بينما يواصل العمال منع رسو وتحميل سفن يُعتقد أنها مرتبطة بالتجارة مع إسرائيل.

سياسياً، حاول وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني التخفيف من حدة الأزمة، مشيراً إلى أن نظيره الإسرائيلي طمأنه بأن القوات الإسرائيلية "لن تستخدم العنف ضد النشطاء". إلا أن تصريحات الوزير لم تمنع اتساع رقعة الغضب الشعبي داخل المدن الإيطالية.

هذا الإضراب العام، المقرر غداً، لا يقتصر على كونه تضامناً إنسانياً مع غزة، بل يعكس تحوّلاً في الشارع الأوروبي حيث يتنامى الوعي الشعبي ضد السياسات الإسرائيلية وتورط بعض الحكومات الغربية في دعمها. وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان موجة التضامن الأوروبية مع الفلسطينيين خلال الانتفاضة الثانية، لكنها هذه المرة تأتي في سياق عالمي أشد تعقيداً، مع بروز "أسطول الصمود" كرمز جديد للتحدي الشعبي في مواجهة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 18 عاماً على غزة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 4