معاريف: أزمة غير مسبوقة في العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية منذ 1979

2025.10.02 - 03:32
Facebook Share
طباعة

كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب تمرّ بمرحلة توتر غير مسبوقة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، مشيرةً إلى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة كان الشرارة التي عمّقت الخلافات بين الطرفين.

وذكرت الصحيفة أن جذور الأزمة تعود إلى ما وصفته بـ"اللعبة الخطيرة" التي يمارسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته مع مصر، في وقتٍ تواصل فيه القاهرة رفض كل الضغوط الرامية إلى توطين الفلسطينيين في أراضيها تحت شعار "الهجرة الطوعية".

ورغم التوترات التي رافقت حرب غزة خلال العامين الماضيين، حرصت مصر ـ بحسب معاريف ـ على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة، ملتزمةً باتفاقية السلام ولم تُقدم على خطوات تصعيدية سوى رفضها اعتماد سفير إسرائيلي جديد، وعدم إرسال سفير مصري إلى تل أبيب.

وأضافت الصحيفة أن القاهرة مارست انتقادات محدودة للدبلوماسية الإسرائيلية، لكنها في المقابل واجهت ضغوطًا مباشرة من كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين حاولوا إغرائها بـ"حوافز اقتصادية" مثل إلغاء الديون، مقابل قبولها باستيعاب الفلسطينيين. إلا أن مصر ـ كما نقل التقرير ـ أبدت معارضة حاسمة لهذه الخطط، معتبرةً أنها تمثل محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

وتابعت معاريف أن التوتر تصاعد مؤخرًا بعد تسريب معلومات حول نية نتنياهو ووزير الطاقة إيلي كوهين إعادة النظر في اتفاقية الغاز الضخمة المبرمة بين شركة "ليفياثان" وإسرائيل من جهة، ومصر من جهة أخرى، بدعوى "انتهاك القاهرة لاتفاقية السلام". وترى الصحيفة أن هذا التلويح يهدف إلى الضغط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لاسيما أن الاتفاقية تشكّل ركيزة استراتيجية لمصر التي تعاني أزمة اقتصادية ونقصًا حادًا في الطاقة.

ورغم استبعاد إلغاء الاتفاقية فعليًا، اعتبرت معاريف أن مجرد إثارة الملف أحدث ضررًا بالغًا في العلاقات الثنائية، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية المصرية الناجمة عن تراجع عائدات قناة السويس بفعل هجمات الحوثيين، وتدهور قطاع السياحة، إضافة إلى أزمة الغاز.

وأكدت الصحيفة أن من غير المرجّح أن يبدّل السيسي موقفه، مشيرةً إلى أن خطابه الأخير في القمة العربية الإسلامية يعكس موقفًا أكثر صرامة، حيث وصف إسرائيل للمرة الأولى منذ 1979 بأنها "عدو"، وهو توصيف غير مسبوق من رئيس مصري منذ توقيع معاهدة السلام.

وختمت معاريف بالقول إن هذا التطور يكشف أن الحكومة الإسرائيلية "تستخف بخطورة اللعب على وتر العلاقات مع القاهرة"، وأنها تدخل في مغامرة تهدد ركائز السلام ليس مع مصر فقط، بل ومع الأردن أيضًا. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 1